المقالات

أنبارنا النازحة..!

1721 2015-04-21

رفضنا النزوح بقدر رفضنا للصمود أو أكثر؛ وها هي الإنبار تفرغ من ساكنيها وتخلي بعض مناطقها لداعش..!  لا شكّ إنّها فرصة ثمينة للإرهاب، فالنزوح الجماعي يمثّل هدفاً ولا يبدو على الإرهابيين التفريط بهكذا فرصة..سيخترقون الحشود الهاربة من سطوتهم، للتأكيد على إنّ " السنة لا أمان لهم" بغية إستمرار ضجيج الوطن المؤلم. الدولة لن تصمت على غزوهم للأنبار، ولا هي بتاركة للعوائل في العراء. فلنحصي خسائرنا إذن!.. 
كم مليار ستكلف عمليات " إعادة صمود الأنبار"، وكم مثلها ستذهب للنازحين؟ والدماء التي ستضاف لسجل الخلود العراقي المستحوذ عليه من قِبل الحشد الشعبي، خسائرنا كلنا في الأنبار, جائت من مناورة إرهابية كان يمكن وأدها منذ عام. 

ذات يوم وقفنا بالضد من قراءة واعية لمستقبل صرنا نعيشه، رغم إنّ مطلقها لم يقل أكثر من وصفه للعلاج؛ غير إننا إعتبرناه (خائن) ولم تسعفنا الشجاعة لنعاضد الحقيقة الواضحة..داعش كانت تنخر بجسد الأنبار، وتمكّنها يعني مجاورة جند الخليفة لإسوار العاصمة ووجودهم يعني فقدان الأرض والمال وأشياء أخرى ( كالثلاجات مثلاً).. تركنا هذه الخطر الذي نراه يداهمنا وتجادلنا في (المليار) المفترض؛ هل سيكون من حصة موازنة المحافظة أم هو منحة؟! وهل الزي الذي يرتديه المقاتل الأنباري عسكري أم مدني؟! 

نعم، الجميع له شكوكه المقبولة والتي تفرضها معطيات ميدانية، لكنّ ألم تستطع دماء جماعة الهايس أنّ تبدد جزءاً من تلك الشكوك؟ مذابح نُصبت لـ(البو نمر) وغيرهم, كان يمكن تحويلها إلى ثكنات صمود تدافع عن بغداد قبل الأنبار.
لا فائدة من الندب على فجائعنا, أو اللوم على الحمقى؛ لكنّ من جملة الإعتراضات التي سُجلت على (المليار) إنه سيذهب من نفط البصرة, فهل حرب إستعادة الأنبار مجانية؟ ومن أي مالٍ ستدفع؟!..

عدنا إلى ذات الحلّ, غير إنّ الصيغة مختلفة نوعاً ما, مع مضاعفة حجم خسائرنا بضعة مرات!..هنا يظهر الفرق بين السياسي و (السيّاسي)؛ فالأول يرى بعيداً ويحاول الخروج بأقل الخسائر, قد نتألم, لكنّه يجنبّنا الفجائع؛ بينما الثاني يكذب لدرجة إنه يصف الكارثة بـ"فقاعة"..!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك