المقالات

الفاشلون بين الباب والشباك

1348 03:00:28 2015-04-12

مما لاشك فيه، إن حكومة السيد العبادي شكلت في وقت إستثنائي، حيث كانت المساحة السياسية، مشحونة بالصراعات الحزبية والقومية؛ لكن رغم كل هذه التجاذبات، أتفق معظم الكتل السياسية الوطنية، وفي مقدمتهم كتلة المواطن وتيار الاحرار؛ على برنامج حكومي وأضح المعالم، من خلال ما أعلنه رئيس الوزراء، أبان تشكيل كابينته الوزارية، وأكد في البرنامج الحكومي على نقاط مهمة وإستراتيجية، وقد كان أولها أن تلغى مفهوم الوكالة، للوزارات والهيئات الأخرى، وتسنم بالأصالة حسب الإتفاقات السياسية، والإستحقاقات الإنتخابية، من أجل التوازن في المركب الحكومي. 

هذا المفهوم لم يكن في البرنامج الحكومي وحده، وإنما جاء مراراً وتكراراً في البيانات المتتالية للمرجعية الدينية، التي حذرت الحكومة من الوقوع مره أخرى في هذا الفخ، والغول الكبير الذي أبتلع العملية السياسية ومؤسسات الدولة، وجعلها أشلاء لا تقوى على إعادة ترتيب نظامها الداخلي، وبالتالي أصبح هذا الأمر مرفوض؛ من قبل المرجعية والقوى الوطنية والشعب العراقي، الذي ذاق مرارة الوكالات والروتين القاتل، والإرباك الكبير والفساد الإداري والمالي، والرشوة التي إستشرت في جميع مفاصل الدولة. 

أمانة بغداد وهيئة الحج والعمرة وهيئة النزاهة، ثلاثة هيئات بالوكالة لحد الأن في حكومة السيد العبادي، ولا سيما وان هذه الهيئات مهمة وحيوية، ولها تماس مباشر مع المواطن، بعضها تتعلق بالخدمات وراحة البغداديين، وبعضها تحافظ على مقدرات الشعب وتتبع خيوط الفساد والرشوة، وتكبح كل من تسول له نفسة بهدر المال العام؛ والأخرى لها إرتباط دولي ولها ميزانية كبيرة وملفاتها شائكة. 

إن الوكالة أشبه بالذي يؤجر دار للسكن، ينتظر متى يخرجه صاحب الدار منها، فلذلك لا يمكن أن يرممها ويبذل جهد عليها، وقد تتهالك تلك الدار بسبب كثرت المستأجرين ولا مبالات فيها، هكذا أصبح معظم دوائر الدولة ومؤسساتها، منذ 2003 تدار بالوكالة، وفي مقدمتهم الوزارات الأمنية في حكومة الولايات المتعاقبة. 

غول الحزب والسيطرة مره أخرى على مفاصل الدولة، بداء يقترب من السيد العبادي، ويلتهم جميع ما حققه خلال الأشهر المنصرمة، وهذا منحدر خطير على العملية السياسية، في ضل هكذا أمور محتدمة، وخطوة غير موفقة، قد تجعل معظم القوى تتخلى عنه، ويصبح ضمن إطار" الوجوه الكالحة".

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك