المقالات

تهريج إعلامي وأخطر الأزمات ....!

1121 2015-03-26

تأخير دخول مدينة تكريت المحاصرة ، استدعى تأويلات وتلفيقات وتهريج إعلامي واسع النطاق ، بعضهم تحدث عن اعتراض أمريكي ، والآخر ذهب بخياله بعيدا ً في الحديث عن وجود رغد بنت صدام وعزة الدوري ضمن المحاصرين، وهناك من يقول عن عرض دولة قطر لدفع خمسين مليار دولار لفك الحصار عن تكريت وتهريب المحاصرين ....!؟

إعلامنا هو الآخر يسقط في مستنقع التهريج والتسخيف والمجانية ، ويبتعد عن اليقين والتحليل والمنطق العسكري ، وسياقات معركة تتحرك في صفحات مدروسة عسكريا الى جانب البرنامج السياسي الذي يشكل غطاء ً لتلك الإنجازات العسكرية ومراحلها .
الإعلام المهووس بالعقد العدائية الشخصية والطائفية المتعصبة ،عادة مايبتعد عن تصويب الأهداف والبحث عن الحقائق ، ليحل بدلا ً عنها رغبات تطوف في فضاء الرغبات الذاتية العقيمة ، وبهذا فانه ينتهي الى الإضرار بمصالح الوطن والحقائق الجلية على الأرض ، ويقدم خدمة للآخر ، ومن هنا فأن الحديث عن وجود "رغد والدوري " في تكريت ،وكونهما السبب في تعطيل دخول المدينة ، يمنحهم بطولة دون كلف معنوية او مادية فعلية ..!؟
معركة تكريت والإنتصارات الساحقة التي تحققت بسرعة اذهلت الجميع ، خصوصا ً ان المعركة جرت دون تدخل امريكا زعيمة التحالف ، من جهة ، ووجود ايران على خط المعركة ومشاركتها الفعلية عبر الخبراء والسلاح والإدارة ، دفع بالموضوع الى مدارات سياسية وإثارات دولية تستدعي وضع معالجات وتدابير وتطمينات تتعلق بموضوعة الحشد الشعبي ، ومستوى المشاركات الدولية لكل من ايران ودول التحالف ، والتحسس الذي انتاب دول الجوار الإقليمي ، وأمور اخرى داخلية وخارجية تستدعي معالجة وافية وتعهدات تبعد الشكوك والتصورات عن مستقبل الوضع بالعراق .
ان موضوع البدر الشيعي الذي صار يتردد في وسائل الإعلام الغربية ، وبتركيز غير مسبوق، دعى الى إستنفار إقليمي ، وحفز الولايات المتحدة الأمريكية الى إظهار مواقف اكثر وضوحا ً في تحديد الأدوار والعلاقة مما يحدث في العراق ، خصوصا في موضوعة الحشد الشعبي وما أثار من مخاوف في الداخل والخارج العراقي ،ومن هنا يقول ديفيد بترايوس ؛ " وجود الحشد الشعبي أكثر خطورة علينا من داعش " ..!؟

الصوت الإعلامي العراقي ، مشكلة تتكرر مع كل أزمة سياسية أو عسكرية تعيشها البلاد منذ اثنى عشر عاما ، والسبب هو انعدام الشفافية وتعقد المشهد السياسي ، وتعدد مصادر التصريح والحديث ، دون وجود رأي مسؤول يحدد لنا تفاصيل الموقف سواء كان عسكريا ً ام سياسيا ً ...! 
ذلك أحد الأسباب التي تجعل الأزمات تاخذ مداها الوهمي في خيال الجمهور العام ، وتفتح الفضاء لرغبات البعض في التصريحات والهوائية واختراع قصص وأوهام ما أنزل الله بها من سلطان .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك