المقالات

الابعاد المستقبلية لانتصارات الحشد الشعبي

1877 2015-03-24

راهنت اكثر الأطراف الدولية والإقليمية, على تصور تبلور لديهم بعد سقوط النظام البعثي عام 2003, نابع من انطباع عن الجيش العراقي بشكل عام, وعن الشعب العراقي بشكل خاص, بأن هذا الشعب لا يستطيع ان يدير أمور نفسه, وأن جيشه وأبنائه لا يستطيعون الدفاع عن قضايا بلدهم المصيرية, بلا تدخل ومساعدة خارجية مباشرة وكبيرة! لذا كان الجانب الدولي الذي كان في نيته أن يشكل قوة دولية, لتحرير اراضي العراق من عصابات الإجرام الإرهابي, يعتقد جازما بأن تدخله هو من سيحسم مصير المعركة!.

تشكيل قوات الحشد الشعبي البطلة بعد فتوى سماحة الإمام السيستاني, وضع معادلة جديدة على أرض العراق, معادلة العقيدة (الوطنية الدينية), أي ان المقاتل من الحشد الشعبي, ومن فصائل المقاومة الإسلامية المختلفة ومن أبناء جيشنا, لم يعد قتالهم على أرض المعركة, نابعٌ عن روح وطنية فقط, أو عقيدة دينية فقط, بل ان هناك حالة امتزاج قوية وواضحة بين المعنيين, أدت وستؤدي في المستقبل, الى بروز حالة اجتماعية واضحة, نابعة من موقف وأزمة قوية مرت بالبلد, تم التعاطي معها بشكل ايجابي من مختلف فصائل المجتمع العراق, انتجت وحدة صف وموقف, ووحدة أسس تستطيع أن تقف عليها قضية انشاء الدولة العصرية العادلة.
ملامح القوة التي برزت بعد انتصارات الحشد الشعبي, والتي نتج عنها ملامح قوة في توحيد المواقف, لدى اغلب مكونات الشعب العراقي, كما هو الحال في وقفة أبناء العشائر السنية في المنطقة الغربية, مع المتطوعين من أبناء الحشد الشعبي, كل ذلك أجبر الأطراف الدولية على تغيير قرائتها للموقف, خاصة وان هذه القوة الدولية بكل امكاناتها وعدتها, وضعت خطة مرسومة للقضاء على داعش, في مدة أمدها سنتين, بينما نجد أن الحشد الشعبي استطاع ان يكسر معادلة الزمن, وتمكن من قطع شوط كبير عبر انتصارات متواصلة على أرض المعركة, وهذا الأمر خلق الكثير من حالات التعجب والذهول لدى القوى الدولية, حيث ثبت مرة أخرى خطأ قرائات مراكز بحوثهم الإستراتيجية!

انتصارات معارك الحشد الشعبي, مع انها معارك حصلت بالسلاح, إلا أن تمازج الروح الوطنية والعقائدية فيها, جعلها تسير بطريق تطوير خطاب التسامح والتقارب, خاصة بعد أن لمس اهالي المناطق المحتلة من قبل عصابات داعش, حسن أخلاق وتعامل أغلب قوات الحشد الشعبي والجيش العراق, الذين حرروا هذه الأراضي, وكذلك ستؤدي لغة التسامح الناشئة الآن, إلى إعطاء فرصة لبعض القيادات السياسية السنية, خاصة بعد إفلاس اغلب خطاباتهم ووعودهم السياسية, بعد سيطرة داعش على أراضيهم, حيث ان هناك فرصة مهمة لهم, لإعادة انتاج خطاب أكثر اعتدالا وتلائما مع المفهوم الجديد للدولة العراقية.

ما يؤكد هذا التوجه لدى البعض, منهم هو ما أتى على لسان رئيس البرلمان سليم الجبوري, والذي أكد على ضرورة وجود توافق من أجل امضاء وثيقة الإتفاق السياسي, حيث تعد هذه إحدى الرسائل المهمة الى رغبة الكثير من سياسيي السنة, البدأ بصفحة جديدة وتبني خطاب أكثر وطنية, بعيدا عن الطائفية والتطرف.

اذا تغافلنا عن الدور الإقليمي والدولي في هذه المعركة, فإننا سوف نبني قراءاتنا على أسس مخطوئة؛ والسؤال الذي يطرح نفسه في هذه اللحظة الحرجة: هل ستوافق القوى الخارجية, بما تحقق على الأرض ؟!


*ماجستير فكر سياسي أمريكي معاصر- باحث مهتم بالآديولوجيات السياسية المعاصرة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك