المقالات

لجنة برلمانية تنتفض للجناة! / سلام العامري

1240 2015-03-15

قال رسولنا الكريم: من استخف بصغائر الأمور, هانت عليه كبائرها.

مر العراق بكثير من الجرائم, صغيرة و كبيرة جرائم  تستحق رد فعل مناسب, فمن أمن العقاب أساء الأدب", كان من المؤمل أن نرى تطبيق القانون, دون الركون لقاعدة" غطيلي وأغطيلك", حيث وصل الاستهتار بكل شيء.

يتم التحقيق السريع والكشف عن الجاني, خلال يومين أو أكثر بقليل, بجرائم تجري كل يوم, بينما نجد جرائم عظيمة, ترقى لجرائم ضد الانسانية, يتم التغطية عليها! تحت شعارات وحجج سمجةٍ, مستهزئة بكل القيم الأخلاقية.

سبايكر مجزرة رهيبة, وصل صداها, لكل ركن في المعمورة, عدَدٌ مهول من الشباب يتم تصفيتهم بدم بارد! فلم تم باشتراك بين تنظيمات, وصفت عالمياً أنها ارهابية, لتتشكل لجنة برلمانية للتحقيق, في البرلمان العراقي تستمر شهوراً, شهودٌ ناجين, نساء ثكلى, رجالٌ تذرفُ الدموع, كلهم يؤكد أن الضحايا, تم إخراجهم من القاعدة الحصينة ليتم إعدامهم! خرجوا بأمر مجازين كي يذهبوا لأهلهم, وإذا بهم يُرسلون الى حتفهم.

فهل وصلت اللجنة التحقيقية الى الجاني, أو المُسبب بتلك الجريمة, 1700 ضحية, كنا نتصور لعظم الجريمة, أن مجلداً سيصدر بعد تلك الأشهر من التحقيق, وإذا به لا يتعدى بكلماته, قرار مشاجرة بين اثنين في سوق الهرج! لا يعدو عن استعراضٍ للقضية, إنه بحق تقرير استخفاف, ويوحي إلى أن من صاغه, من الشركين بالجريمة, أو بأقل تقدير متستراً.

ذلك التقرير الإنشائي, لم يتطرق ولو بطلب للقصاص من المسببين, كون اللجنة لا تحظى بالمهنية, فلا يوجد بينهم, من له الخبرة الجنائية, فهم مجموعة ساسة تم اختيارهم, كلجنة كفائية لإخراس الألسن, وإثبات كذبةٍ مفادها, أن البرلمان قام بواجبه, لتُعاد القضية لوزارة الدفاع! التي اعتبر ضباطها في جلسة للبرلمان, أن من تم تصفيتهم, كانوا متسربين ما يوحي أنهم يستحقون القتل!
  
باعتراف أحد المجرمين المنفذين بـ 150 ضحية, أن الأمر كان بحضور (السيدة) بنت هدام! التي تعيش في الاردن, تحت الرعاية الملكية الهاشمية, بدون كلمة استهجانٍ من الخارجية العراقية! كأن الجريمة حدث في القطب المنجمد, ولا ندري هل هذا يأتي ضمن سياقات المصالحة! وهل أن المصالحة مع المجرمين, ضمن أساسيات (الشفافية)؟

غابت الحقيقة في التقرير, كغياب بعض الساسة الأعضاء من الجلسات, تاركة علامات استفهامٍ كثيرة, فشهادة اثنين, توجب الحد على المتهم بالقتل أو المؤبد للمسبب, إلا أن قرار لجنة البرلمان, يلقي اللوم على الضحايا! فيالها من مهزلة, تستخف بدماء أبناءنا.
استخفوا بصغائر الأمور, فهانت عليهم كبائرها, فالعزاء كل العزاء لذوي الشهداء, فقد ماتت ضمائر من انتخبوهم, لينتظروا نهاية الدورة الحالية, فينتخبوا غيرهم, عسى أن ينصفهم القادمون.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك