المقالات

نهر الدم.. وأحرار حطموا آخر الأصنام/ مديحة الربيعي

2327 09:34:01 2015-03-01

مديحة الربيعي

للعبودية وجوه كثيرة, فأدعاء الانسان الحرية محض أفتراء, إذ نادرا ما تجد أنسان حر تنطبق, عليه الكلمة بمعناها الدقيق, رغم أن الأصنام سقطت منذ بزوغ فجر, الرسالة الإسلامية, الا أن الأنسان سرعان, ما وجد بدائل لأصنام الحجرية, وبنى أصناما, داخل نفسه ليقدم لها, فروض الطاعة كل يوم.

السلطة صنم, والثروة صنم, والغريزة صنم, وحب الشهوات صنم, كل تلك الأصنام ,لم يتمكن بعض الناس, من أطاحة رؤوسها, مبكراً بطاعة الباري والرضا بقضائه, فأستعبدتهم وأصبحوا, تماما كأصحاب, العجل من قوم (موسى عليه السلام), حين أشرب في قلوبهم, وهم بطبيعة الحال, لا يختلفون كثيراً عن قريش, التي كانت تعبد أصناما حجرية, ألا أن الفرق الوحيد أن , هؤلاء يدعون الإسلام, وقريش تعلن الأشراك جهارا.

البحث عن الحرية, رحلة تبدأ عندما, يتحرر الأنسان, من ذل العبودية للأشياء, ويصبح سيداً بعبوديته للخالق, الذي خلقه لطاعته, وسخر له الدنيا, بما فيها بأعتباره المخلوق المفضل بالعقل.

عندما يدرك الانسان, قيمة عطاء الخالق, والهدف الذي خُلق من أجله, عندئذ يتحرر من قيود العبودية, وتبدا رحلته نحو الخلود, وهكذا كان نهج الانبياء (عليهم السلام) وأئمة الهدى, والصالحين والسائرين على نهجهم.

أذن هي ثورة على النفس, تمثل نقطة البداية, وعندما تمتزج بالإخلاص, للخالق عندئذ ينسج العطاء, في سبيل الدين والمبدأ, تلك الثورات الأسطورية, التي تنحت أسماء أبطالها في قلب وعقل التاريخ.

كربلاء ثورة غيرت مجرى الثورات, لأنها كانت خالصة, للباري جل وعلا, عطاء منقطع النظير, من سيد الأحرار, وآل بيته وصحبه ( عليهم السلام), فقابله الباري بعطاء أكبر, كيف لا وهو الخالق الكريم.

مثلي لا يبايع مثله, تلك الصرخة التي أطلقها, سيد شباب أهل الجنة ( عليه السلام), التي أصبحت بحد ذاتها, فيما بعد منهاجا للأحرار, وهذا هو سر بذل المهج, وتقديم الأرواح, قرابين في سبيل الأرض والعرض, عندما يكون التحرر, بحد ذاته قضية.

نفوس مطمئنة, وعيون تغفوا على , صوت الرصاص, بدلاً من هدهدة الأمهات, حين يكون التحرر قضية, عطاء يتبعه عطاء, ونهر من دم بدأ مجراه, من بلاد الرافدين, ليختنق دماً, كل من يفكر أن العراق, طعم يسهل أبتلاعه.

شباب تركوا الأهل, واستودعوا ودائع لدى الباري, وأتجهوا صوب الشهادة, وسعوا أليها, لمن يسأل عن سر عطائهم, أنه التحرر من ذل الحياة, والتغلب على الشهوات, فلا تستغربوا, من شباب حطموا رؤوس الأصنام, وأتخذوا من هيهات منا الذلة شعاراً, فتحية لكم أيها الأحرار.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك