المقالات

التحالف الوطني طريق الى الخضراء!/ مديحة الربيعي

1434 12:46:10 2015-01-29

مديحة الربيعي

تبحث بعض الكتل السياسية عن أقصر الطرق, للوصول إلى هرم السلطة, ولن توفر طريقاً, من اجل تحقيق ذلك إلا وسعت إليه, والمشكلة في الأمر إنها لا تكتفي بأستخدام, تلك الطرق فحسب, بل تسعى لأمتلاكها والهيمنة عليها ايضاً, والتحالف الوطني خير دليل على ذلك.

بعد سقوط النظام في 2003, بدأت تتشكل نواة الأولى للإئتلاف الوطني, الذي كان من المفترض, أن يمثل أحد أهم, المكونات السياسية, في البرلمان والساحة العراقية, في عراق ما بعد التغيير, إلا أن بعض الكتل, ضمن الإئتلاف بدأت, تبحث عن مصلحتها بعيداً, عنه لأنه أصبح حجر, عثرة في طريقها.

أخذت الكتل بعض تغرس جذورها, في العملية السياسية شيئاً فشيئاً, بعد أن كانت جذورها مكشوفة, في أرض هشة, يمكن لأي رياحٍ قادمةٍ, من تيارات أخرى, منافسة أن تقلعها بسهولة, لتجد نفسها خارج, العملية السياسية من جديد.

الخطوة التالية, في مشوار قادة بعض الكتل, المنضوية تحت الإئتلاف, التفكير بالإنفصال عنه, بعد أن وضعوا, أقدامهم على أرض صلبة, وفعلا هذا ما حصل , دولة القانون أول كتلة, تسعى للأستقلالية, وتخوض غمار الأنتخابات, خارج عباءة الإئتلاف الوطني.

التحالف الوطني, هو الأسم الذي حمله الإئتلاف, بعد أن أيقنت كتل أصبحت دونه كبطة عرجاء تسعى, لشق طريقها الى الخضراء, إستحالة البقاء بصورة منفردة, ألا أن هذه الكتل لم, تغير أسم التحالف فقط بل, عملت بجهد كبير, على تغيير مضمونه , فأصبحت سياقات التعامل, مع التحالف بطريقة ,الأمر الواقع, تفرض عليه الكتل الأكبر, سياستها والمقاعد والمناصب, والحقائب الوزارية التي, تريد وفق ما تشتهيه, نفوس قادة الكتل الأكبر, فمقدار ما تحصده الكتل, من أصوات هي, التي تحدد رأي الكتلة, والمناصب التي ستحصل عليها!

بمرور الوقت, أُفرغ التحالف الوطني من محتواه , وأصبح مجرد وسيلة توصل الطامحين ألى, المكان المطلوب, على العكس مما كان, مخطط له تماما, أذ كان من المفترض أن يكون دليلا ,لكل أعمى في, العملية السياسية, ليبصر طريق صواب ورقيباً يّقوم كل أعوجاج, ألا أن التحالف ,أصبح بالتدريج, كأسير مكبل, بأذرع الكتل الأخطبوطية التي, أخذت تلتف ,حول عنقه شيئا فشيئاً, وتهدد بين الفينة , والأخرى بإلقائه صريعا أنى شاءت ذلك.

طريق إلى الخضراء, يمر من خلال التحالف الوطني, هذا بالضبط ما تراه الكتل التي تتطلع ألى الهرم.

بعد أن أختلف الوضع, ما بعد الأنتخابات الأخيرة, وجرفت رياح التغيير ما تبقى, من آمالٍ لبقايا كتل, بدأ قادتها حركة, مكوكية جديدة, للسيطرة على مقاليد التحالف الوطني, الذي بدأ يتعافى ,من التركات الثقيلة, ظناً منهم أنه ممر آمن يمكن أن يعيدهم ألى القمة, ألا أن المعطيات على أرض الوقع ,مختلفة كثيراً هذه المرة, فرئاسة التحالف الوطني, والكتل الأخرى التي, تسعى للإصلاح الحقيقي, لن تضع مفاتيح التحالف, في جيوب المتسلقين, وهي اليوم أمام مهمة البحث عن الرئيس.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك