المقالات

الاكتمال الانساني في ظل دولة تؤمن بالمدنية


التراكم الكبير من السياسات الفجة .. والعبث والغثيان السياسي .. وانعدام التخطيط والابتعاد الواضح عن مفهوم ستراتيجة واضحة ومحددة على كافة الأصعدة .. يبدو انه بات أمرا مستساغا وأصبح سياق شرعي للجوانب المتعددة للفوضى ... لا احد يهتم بالأمر أو هكذا نتصور بان لا احد يفكر بالخروج من تلك الدائرة الفوضوية المشبعة بالدم حد الدهشة ... وقد نكون بحاجة لقراءات الفلسفة السياسية لقيم الدول الحديثة وبناء السياقات المعيارية للبناء ... وان بقى الأمر على هذا الحال .. فلا ريب بان إنشاء أمارات أسلامية متشددة ( تحارب الكل ) هو أمر متوقعا ... وربما ستعم الفوضى أرجاء كل المنطقة مع الإشارة إلى خواصر رخوة تعج بالتشدد الكبير .. باكستان النووية مثالا ....  ربما نتفق إلى حد ما مع تعريف مبسط لمفهوم الدولة ...

الدولة هي أفضل أطار جامع للأفراد في سبيل تحقيق المصالح العامة والخاصة .. يجمع عليه الجميع ... بعيدا عن بناء دويلات صغيرة أثنية أو طائفية تعيش حياة الصراع والحروب إلى مديات طويلة لم يحددها موقف سوى الموقف العقائدي أو الديني ... أن بناء الدولة الحقيقي يحتاج وفي ظل الظروف الدولية المعقدة .. إلى عدة اشتراطات منها الاهتمام الحقيقي بالتنمية المستدامة والمحاولة على أنشاء اقتصاد متقدم ومتطور ويعتمد آليات متقدمة لمراقبة الأموال وحركة السوق وضبط الاتجاه لخدمة الإفراد وارتفاع المداخيل العامة والخاصة على حد سواء.. والأمر الاخرالاعتماد على مرتكزات حقيقية لبناء الديمقراطية أو على نحو أدق ... بناء الديمقراطية واعتماد نظام المؤسسات الحاكمة وفق معيار العدالة والحرية واعتماد مبادئ الوسطية والعقلانية وحمايتها بشبكة حزمة قوانين حاكمة ورشيدة ...كما لا ننسى ضرورة الاهتمام بقرأة المتغيرات الدولية بعين فاحصة وخبيرة وذكية .. مراقبة السوق الاقتصادية و انعطافات السياسية الدولية .. أن قرأة المتغيرات السياسية بشكل علمي رصين وعدم الاعتماد على سياسية المعادة يجن الدولة الوقوع بأخطاء كارثية .. والأمر لا يحتاج إلى سرد للوقائع كثيرا .. فتجربتنا لا تزال طرية ولم تغادر عقلنا السياسي الجمعي ....

عموما .. لابد من الإشارة إلى إن فلاسفة العقد الاجتماعي .. البناة الحقيقيون للدولة ...أسسوا الدولة على أساس التعاقد وليس على أساس العقيدة وبينوا أن البشر أحرار ومتساوون بالطبيعة .. وهم عندما يتخلون عن حقهم الطبيعي في الحرية والإنسانية للصالح المجتمعي العام فأنهم يريدون تحقيق اكتمالهم الإنساني .. وذلك بامتثالهم لسلطة الدولة التي تضمن العيش بسلام وحرية مدنية في إطار ما يسمى بدولة الحق
لكنهم اختلفوا حول معنى الحرية التي يتمتع بها الفرد في المجتمع ....

جان لوك مثلا لا يمنح سلطات كبيرة للدولة ... أن مجال تدخلها هو المجال العمومي المشترك ... بينما لا يجب عليها أن تتدخل في المجال الخصوصي للناس ... سواء تعلق الأمر بالجانب الاقتصادي ( الملكية ) أو الجانب الروحي ... الاعتقاد الديني ...
توماس هوبز ..يمنح الدولة سلطة مطلقة ( الملكية المطلقة ) اذ عليها ان تتدخل في جميع المجالات الحياة الاجتماعية .. فالسلطة المطلقة حسب تقديره .. هو شخص له سلطة تمثيلية لا يخدم مصالحه بقدر ما يخدم المصالح العامة ...
تلك إشارات بسيطة للمعنى العام للدولة .. ونحن لازلنا نهتم بسلطة الكاريزما .. سلطة الزعيم ...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك