المقالات

قانون النفط...هل هو حقا مؤامرة؟!!


( بقلم : عمار الربيعي )

من الغريب ان ترى موجة النقد والتهجم لقانون النفط العراقي...تصفحت العديد من المواقع والصحف والفضائيات لا سيما المواقع المعارضة للعملية السياسية..لم أجد من يذكر مادة قانونية في هذا القانون هي السبب في هذا الإنتقاد، فقط يصرحون إنه قانون سيء ...يسرق نفط العراق...يعطيه للمحتلين..لكن اسأل لماذا لم يتحدث هؤلاء عندما كان صدام يعطي حقول النفط إلى روسيا والصين ويوغسلافيا وغيرها وبعقود لا تساوي ربع الأسعار العالمية...وعندما كان يعطي النفط إلى سوريا والأردن وتركيا بعشر أسعارها ....وبدون نص قانوني أو دستوري ...يبدو إن الكثير من العراقيين (وللأسف) قد أثرت فيهم الثقافة الدكتاتورية ..حتى باتوا لا يستطيعون أن يعيشوا دون وجود دكتاتور...ويحبون أن يجدوا شخص واحد يتخذ القرارات دون الرجوع أليهم ويجدون أنفسهم دوما طائعين دون أن يفكروا برهة واحدة...(نفذ ثم ناقش)...

يبدو إن الجميع لا سيما غالبية الشعب من البسطاء لا يعلمون إن دول الجوار وأغلب الدول العربية وبعض الدول العالمية (روسيا والصينوفرنس) أكثر المتضررين من تشريع هذا القانون بل تحاول إعاقته بكافة الطرق من رشاوي وعنف وتفجير وتعطيل للعملية السياسية للأسباب التالية:

- الأول إن دول الجوار النفطية(السعودية والكويت) ستتضرر بشكل مباشر من حيث الجانب الأقتصادي والسياسبي ...الأقتصادي حيث زيادة أنتاج النفط العراقي وعودته للسوق يعني إنخفاض حصص إنتاج هذه الدول في الأوبك لا سيما السعودية التي تسعى لرفع إنتاجها إلى 14 مليون برميل يوميا تصور يوميا وذلك لتغطية حاجة السوق وتعويض حصة العراق ...وستفقد ذلك الأمتياز حال إقرار قانون النفط وبدء الشركات العالمية بدخول السوق العراقية...والجانب الآخر الذي لا يعلمه الكثيرون إن السعودية والكويت تقوم بالتنقيب عن النفط قرب الحدود العراقي..بل أنتجت وسوقت لا سيما الكويت وكشف خبراء نفطيون إن نوع الآبار المحفورة في تلك المناطق من النوع "الأفقي" وليس "العمودي" وهذا مخالف للقانون الدولي لأنه يسحب النفط من المخزون العراقي ..وهذا أيضا سيزول حال إقرار قانون النفط.

- السبب الآخر هو سياسي..حيث إقرار القانون يعني الأسراع بالنمو الأقتصادي للحكومة الفتية وبالتالي ترسيخ الأمن والأستقرار للعملية السياسية الحالية في العراق..وهذا بالتأكيد لا يخدم مصالح أغلب دول الجوار والدول العربية لأسباب طائفية وأجندات سياسية متعارضة مع الحكومة العراقية الحالية.

- السبب الآخر وليس الأخير هو فقدان العديد من الدول العربية وبعض الدول العالمية (روسيا والصين وفرنسا) الأمتيازات التي شملهم بها النظام السابق في حصص النفط والأسعار وهذا القانون سيحول بينهم وبين الأمتيازات الماضية.

- أستقرار العملية السياسية والنمو الأقتصادي والأستفادة من تطبيقات هذا القانون أحد الأسباب الموجبة لأعتراض الكثيرين فيس الداخل ومنهم:1. المعارضين للعملية السياسية2.المافيات النفطية التي نشأت بعد سقوط النظام.3.بعض المشتركين في العملية السياسية والذين يعتقدون إن هذا القانون سيسلبهم بعض الأمتيازات التي حصلوا عليها نتيجة تسلمهم مناصب وظيفية.4.العديد من الموظفين المولجون بالفساد الإداري.

- هناك بعض المعترضين على هذا القانون من عامة الشعب لم يقرأوا مادة واحدة في هذا القانون...إلا إن إراءهم بنيت على تثقيف بعض القيادات السياسية أو الدينية أو التثقيف المعارض في الشارع.ويتبادر العجب لكل حكيم لماذا لا يتهم زعماء الخليج أو ليبيا أو إيران أو أي دولة منتجة للنفط بالعمالة أو سرقة أموال الشعب عندما تقر قانون للنفط ينظم عما الأنتاج والتسويق بقوانين ترسم طريق قانوني لأهم عملية أقتصادية في البلد رغم توقيع هذه الدول لعقود طويلة الأجل مع بلدان عالمية لها باع طويل في الصناعة النفطية...إنه تساؤل مطروح لكل منصف شريف.وللحديث تكملة....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ammar
2007-08-19
الاخوة الاعزاء فى وكاله انباء براثا شكرا لكم وللكاتب العزيز الاستاذ عمار الربيعى وارجوا منكم اعادة نشر قانون النفط اللذى تمت المصادقه عليه فى مجلس الوزراء ليتسنى للجميع الاطلاع على فقراته وفتح مجال الى المناقشه والاسئله اللتى ترد من القارئيين والزائريين والاجابه عليها من قبل خبراء اقتصاديين ونفطيين عراقيين ممن يتسمون بالروح الوطنيه ليتم تثقيف الناس بالجانب الاقتصادى والسياسى لهذا القانون والله الموفق
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك