المقالات

المنتظر من قمة القادة السياسيين


بقلم : علي حسين علي

تنعقد قمة الكتل السياسية وسط وضع سياسي مأزوم، ولعل هذه الحال هي السبب الاول لانعقادها.. لكن، اذا كانت القمة هذه تتصدى لازمة سياسية شديدة الخطورة، فانها تلتئم في وضع مريح الى حد ما، فالوضع الامني افضل الان من أي وقت مضى، خصوصاً بعد الاستقرار المشهود للامن في محافظة الانبار وجوارها. وكذلك فان محافظة ديالى تشهد هي الاخرى اندحاراً للارهاب وتراجعاً لفلوله امام القوات المسلحة العراقية وقوات صحوة العشائر. وكان نجاح الاجراءات الامنية في زيارة الكاظمية المقدسة قبل ايام اكبر دليل على نجاح الخطط الامنية.القضية التي يتصدى لها القادة المجتمعون في بغداد سوف لن يكون الوضع الامني واحداً من مسبباتها، بل ان مسببها الاول هو هذا النزاع الذي فرض على الساحة السياسية مؤخراً.

لقد دأبت بعض القوى على استغلال حرص القوى الفاعلة على العملية السياسية وتمسكها بحكومة الوحدة الوطنية والتزامها بمبدأ الشراكة الحقيقية، لتستغل هذه التوجهات والنيات الطيبة استغلالاً سيئاً، ولتفرض على اكبر القوى السياسية العراقية شروطاً واملاءات غير منطقية او معقولة، طمعاً في الحصول على مكاسب سياسية فئوية.. وكان بعضها يشهر سلاح الانسحاب وكأن امر بقاء الحكومة بدونه يصبح غير شرعي كما يروج هذا البعض في وسائل الاعلام، متناسياً بان مقياس الشرعية وميزانها الدقيق هو مقدار ما تمتلك الكتل النيابية الكبرى من مقاعد في البرلمان، وما يمثله هذا العدد الكبير من قاعدة جماهيرية واسعة.فحكومة الوحدة الوطنية الحالية لا تنقصها الشرعية في حال انسحبت هذه الكتلة او بعض اعضائها منها.. لكن حرص القيادات الوطنية المعروفة بجهادها ومواقفها على ان تتسع الحكومة العراقية لكل الاطياف السياسية هو وحده ما يتيح لهذه الكتلة او تلك الانضواء ضمن حكومة الوحدة الوطنية.. من هنا فان القمة ستكون محطة مهمة وضرورية لمناقشة العديد من الامور المختلف حولها ووضع المعالجات الناجعة لها، وتلك مناسبة لاعادة تفعيل المشتركات الوطنية والمهام المطلوبة من الجميع لتحريك العملية السياسية وابعادها عن الفشل.اذاً، ما يمكن ان يتصدى له قادة الكتل السياسية هو ليس رأب الصدع ما بين القوائم النيابية فقط، وانما هو اكبر من ذلك وابعد مرمى، فما هو منتظر من هذا الاجتماع التأريخي هو وضع سياسة تحالفية مستقبلية تبعد البلاد عن الهزات والعواصف التي تطلقها بعض الاطراف المنضوية ضمن العملية السياسية او المعارضة لها.. وما يتوقعه المواطن العراقي من قياداته هو الانسجام وتغليب الحوار في كل ما يخص المستقبل، فالعراقيون يريدون من زعمائهم ان يضمنوا لهم الاستقرار السياسي مترافقاً مع الاستقرار الامني.

نعتقد ان القادة الذين يوشكوا على عقد قمتهم في بغداد يدركون حاجة الشعب العراقي الى الانسجام بين الكتل السياسية الكبرى فضلاً عن الابتعاد عما يعصف بنتائج الانجازات الامنية التي تحققت خلال العام الحالي.. وهذا أملنا وعهدنا بهم، والله الموفق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك