( بقلم : حسين الربيعاوي )
لم استغرب حين سمعت بانسحاب جبهة التوافق من الحكومة العراقية الحالية !كونها ليست المرة الاولى ولن تكون الاخيرة ! فالمطلع على المسيرة السياسية لهذه الكتلة سيضع النقاط على الحروف الامر الذي لايحتاج الى فراسة او فطانة..نعم انا ليست بصدد الدفاع عن الحكومة الموقرة او تنزيها عن الاخطاء لكن ليس بـ الانسحاب او التعليق او التلون بغير الابيض او الاسود اللونين الاسايين تحل مشاكل البلد..
فمنذ محاولة استقطاب " المهمشين" على حد تعبير المنسحبين للمشاركة في بناء العراق الجديد ابتدأ سيناريورالطعن والتشكيك في كل شيء بل في كل تصرف تتصرفه القوى الخيرة المشاركة بالعملية السياسية .. فقد ابتدأ التشكيك والطعن بمجلس الحكم وبعدها بانتخابات الاولى "الدستورية" والطعن بالدستور رغم مشاركتهم في كتابته ومشاركة "جمهورهم" بالاستفتاء عليه ..و بعد ذلك جاء مرحلة الطعن بشرعية الانتخابات الاخيرة رغم مشاركتهم فيها ايضاً!فحشدوا جميع الامكانيات المادية والبشرية والاعلامية قبل وبعد التصديق على نتائج الانتخابات من اجل تغيرها فشكلوا جبهة مرام تقف بجانب جبهتم لكن فشلت وحاولوا الاستعانة بالقوى والمنظمات العربية والدولية المؤثرة في الساحة الاقليمةلاعادة الديكتاتورية والغـاء الديمقراطية ..ولاننسىء كيف وقفوا حجر عثرة بوجه حكومة الاستحقاق الانتخابي واصرارهم على تشكيل الحكومة"الائتلافية" الحالية او ما يسمى بحكومة الوحدة الوطنية والتي خرجت من عنق الزجاجة بعد مروراكثر من شهرين على تصديق نتائج الانتخابات... وبعدها بدأ اعضاءحكومة الوحدة الوطنية"المنسحبين" يلعبون بالدم العراقي لعب واستخدم دم الابرياء ورقة للمساومات السياسية!!!
وحال سعي "حكومة الوحدة الوطنية" تنفيذ برنامجها السياسي والذي كان باكورةهذا البرنامج محاولة تجفيف منابع الارهاب كونه يمثل مفتاح رئيس لملفات كثيرة كالملف الاقتصادي والخدمي وغيرها ..حتى ابتدت ابواق التشكيك تصرخ وتئـن وتبكي على الارهاب والارهابيين بحجة ان الحكومة تستهدفهم وتسنهدف جماهيرهم ، والواقع يحكي عكس ذلك فالحكومة استهدفت او عتقلت كافة "الخارجين عن القانون" بدون النطر لانتمائه الطائفي ..لكن جاء هذا البكاء والعويل على اثر اكتشاف مصانع تفخيخ السيارات في منازل المنسحبين المتشكيكن كمنزل عدنان الدليمي وخلف العليان والشيخ ناصر الجنابي...!!وايضاً الشكاوى التي تقدم بها مواطنين توكد تورطد كبير المنسحبين "الرجاج" بتهجيرهم من حي العدل وحي الجامعة واليرموك ببغداد ،وزداد الانين والبكاء بعد ألـقاء القبض على الاعداد الهائلة من الارهابين والارهابيات كصابرين الجنابي التي اصبحت في حينها مادة اعلامية دسمة تتناقلها افواهم في العربية والجزيرة والشرقية والبغدادية ..و..و.. الغرض منها اسقاط الحكومة واشترك معهم جبهات اخرى وهيئات دينة مزيفه وقوائم عراقية!! في حين ان التحقيقات كشفت زيف صراخهم وبكائهم المفتعل، وهكذا لم يتوقف يوماً سيناريوا الطعن التشكيك حتى باتت الحكومة عرجاء في فرض القانون والذي انعكس سلباً على الحياة اليومية ..ولعل قضية اتهام وزير الثقافة ما يثبت ذلك فاقبيل تقديم مذكرة اعتقال بحق وزيرالثقافة الهارب نتيجة اتهامه بقتل نجلي النائب مثال الالوسي ..علقت الكتلة المترجم لها عضويتها في البرلمان والذي شل عمله لاكثر من شهر وبالتالي اعطلت قوانين كثيرة تخدم الشعب..
ولكن اللافت للنظر ان عدوى الانسحاب انتقل الى كتلاً اخرى بسبب "الاحتكاك" المستمر بينهما من اجل اسقاط حكومة عبر الانطمام الى جبهة مرام عقيب ظهور نتائج الانتخابات او عبرتحشيد المجتمع الدولي والعربي برمته من اجل اسقاط الحكومة اوعبر محاولة ضم كافة الفرقاء المخربين للعملية السياسية في كتلة واحدة اوعبرمحاولات انقلابات عسكرية معهوده اوعبردغدغت البعثيين من خلال التوسل للادارة الامريكية من اجل الافراج عن المجرم سلطان هاشم اوعبر اسلوب الدعاية بان علاوي سيرجع لانه يملك العصا السحرية التي تخرج البلاد من مازقه! ..فكل هذه المحاولات فشلت ولم يبقى الا الاتفاق على الانسحاب من الحكومة حتى تشل!!!اامام هذه المسيرة السياسية لبعض الكتل المشاركة في "حكومة الوحدة الوطنية" كيف يتم بناء بلد عاش في خراب لمدة اكثر من نصف قرن وزاد في طين بله خراب اربع سنين على يد قوى الارهاب ، ان البديل لهذا النفاق السياسي والذي عانت منه الحكومة طيلة اكثر من خمسة عشر شهر هو :-
الاول البحث عن طرف جديدمن العرب السنة كون ان العراق لكل العراقين ولا يحق لاي مكون ان ينفرد بالسلطة وخصوصا اذا اخذنا بنظر الاعتبار استعداد مجلس انقاذ الانبار لسد النقص الوزاري الذي احدثة التوافق وبذلك تكون اغلب الاطراف السنية مشاركة في الدولة فالتوافق في السلطة التشريعةومجلس انقاذ الانبار السلطة التنفيذية.. بالتالي نقضي وننهي سنفونية المصالحة الوطنية هذا من جهه ومن حهة اخرى نقضي وننهي على سنفونية ان التوافق تمثل السنة او لاتمثل السنة..
الثاني تقليص الحكومة الحالية بدلا من ستة وثلاثون وزارة والتي شكلت ارضاءً لهذاالطرف او ذا ك تصبح عشرون وزراة او اقل فيتم تشكيل حكومة استحقاق انتخابي ولايتم ذلك الا بعد صفقات سياسية بين كتلتي كردستان والائتلاف ومحاولة ارجاع الاطراف المنسحبة من الاخير...والا ...ان رجوع التوافق يعني ابقاءالبلاد في دوامة الانسحاب المستمر الى ان يقضى على الديمقراطية حتى تعاد الدكتاتورية ورجوع حكم القرية وهذا ما لايرضا الشعب الذي قدم لايزال يقدم ابحر من الدماء في سبيل نيل الحرية..
https://telegram.me/buratha