( بقلم : رابطة التنمية والحوار )
على عكس الدكتاتوريات, فان الحكومات الديمقراطية توجد لخدمة الشعب, لكن يتوجب على المواطنين في الديمقراطيات أن يوافقوا أيضا على التقيد بالقوانين والواجبات التي تحكمهم ، فالديمقراطيات تمنح مواطنيها العديد من الحريات, ويضمنها حرية المعارضة وانتقاد الحكومة عندما تفشل في تقديم الخدمات . فالوطنية في الديمقراطيات تتطلب مشاركة المواطنين, والكياسة المدنية, وحتى الصبر.
يعترف المواطنون الديمقراطيون بأنه ليس لهم الحقوق وحسب, بل بان عليهم واجبات أيضا, ويدركون بان النظام الديمقراطي يتطلب منهم استثمار وقتهم والعمل الشاق وان الحكومات القائمة من الشعب تتطلب اليقظة الدائمة من قبل الشعب.
المشاركة الوطنية تعني , أن على المواطنين أو أن يخدموا في الخدمة العسكرية الإلزامية. وهناك واجبات أخرى تنطبق على جميع الديمقراطيات تتمثل في مسؤولية المواطنين دون سواهم, وفي طليعة تلك الواجبات احترام القانون, كذلك فان تسديد حصة المرء المنصفة من الضرائب, وقبول سلطة الحكومات المنتخبة ديمقراطيا, واحترام حقوق الذين لديهم وجهات نظر مختلفة تشكل أيضا أمثلة على مسؤولية المواطنين.
يعرف مواطنو البلدان الديمقراطية أن عليهم تحمل أعباء المسؤولية إزاء مجتمعهم, إن هم أرادوا الاستفادة من حمايته لحقوقهم. على المواطنين القيام بمطالبة الحكومة ان تكون شفافة من خلال الكشف عن الموارد المالية.
ومطالبة مجالس المحافظات ان تكون شفافة ، مثل الكشف عن الاموال الواردة للمحافظة وكيفية انفاقها وان تكون شفافة في اعلان المناقصات والمزايدات وبصورة قانونية.
هناك قول شائع في المجتمعات الحرة: كما انتم يول عليكم. أن نجاح الديمقراطية يتطلب من المواطنين النشاط والتخلص من المواقف السلبية لأنهم يعرفون إن النجاح أو فشل الحكومة هو من مسؤولياتهم دون سواهم. ويفهم المسؤولين الحكوميون, بالمقابل إن عليهم معاملة جميع المواطنين بالتساوي وان الرشاوي لا مكان لها في الحكومات الديمقراطية.
للمواطنين الذين لا يرضون عن قاداتهم في النظام الديمقراطي , حرية التنظيم وإبداء وجهة نظرهم علنا لتغيير هذه القيادة بالطرق السلمية, أو محاولة إخراج هؤلاء القادة من مناصبهم في الفترات المحددة للانتخابات.
تحتاج الديمقراطية إلى أكثر من مجرد قيام المواطنين بالاقتراع في الانتخابات بين الفينة والفينة لتتمكن من المحافظة على سلامة أوضاعها, فهي بحاجة إلى الاهتمام المستمر, الالتزام من جانب الأعداد الكبيرة من مواطنيها الذين ينتظرون, بدورهم, من الحكومات أن تحمي حقوقهم وحرياتهم.
– على المواطنين في الأنظمة الديمقراطية الانضمام إلى الأحزاب السياسية وتنظيم الحملات الانتخابية, ويقبلون بان السلطة لن تبقى دائما بيد الحزب الذي ينتمون إليه. او بيد حزب واحد .– أن تكون لديهم حرية الترشيح للمناصب أو الخدمة كموظفين رسميين.– استخدام الصحافة الحرة من قنوات تلفزيونية وصحف للإعراب عن أرائهم علنا بالنسبة للقضايا المحلية والقومية.– أن ينضموا إلى المنظمات الطوعية الخاصة التي تشاطرهم مصالحهم, سواء كانت تلك المنظمات مكرسة للتنمية, للثقافة , أو الدراسات الأكاديمية, أو الرياضة, أو الفنون, أو الآداب,أو تحسين الأوضاع في أحيائهم, أو لنشاط مختلف آخر.– كل ما ذكر من نقاط , بصرف النظر عن قربها أو بعدها عن الحكومة, تساهم في إثراء وعافية وتطوير البلد وتنميته.
https://telegram.me/buratha