المقالات

الاتفاق نجاح..كيفما كان

1464 2014-11-17


إستقرار إي بلد يحتاج إلى توافق داخلي، بين الحاكم والشعب من جانب، وبين أبناء الوطن أنفسهم من جانب آخر، وهذا عنصر أساسي ورئيسي، ومعه يعتبر أي خلاف مع الخارج ذا تأثير أقل، ولا يمكن أن يهدد الاستقرار الداخلي بسهولة، لذا تحرص البلدان على خلق جو من التفاهم، والتوافق الداخلي على كل الأصعدة، ومع كل أبناء الشعب. 

هذا الأمر الذي افتقدته الأرض الإسلامية والعربية، حيث الخلافات بين الحاكم والمحكوم، تكاد تكون صفة مشتركة بين كل هذه البلدان، مما جعلها صيد سهل لأعدائها، من خلال اللعب على وتر هذه الخلافات والفرقة، حتى وصل الحال إلى ما هو عليه الأن، مجاميع تتصارع وتتقاتل فيما بينها. 
العراق نموذج حي لما أسلفنا، فعلى مر تاريخه، لم يكن هناك أي توافق بين الحاكم، وأغلبية الشعب العراقي، خاصة مع معادلة الحكم الظالمة، التي كانت سائدة في حكم العراق، وهي حكم الأقلية. 

حتى حصل التغيير، لتصبح معادلة الحكم آنذاك، سبب في خلق صراع داخلي، بين الأقلية التي تعتقد إنها الحاكمه، وبين الأغلبية، التي تسعى لأخذ دورها في إدارة البلاد، وأيضا اعتبر الكورد التغيير فرصتهم، لتعويض سنوات القهر، لتتجاوز طموحاتهم حدود العراق، بالحصول على الآستقلال، وإعلان دولة كوردية، لذا لم يتمكن التغيير من إحداث أي جديد، في حياة الشعب العراقي، بل يتطرف البعض ليتمنى بقاء الأمور، على حالها كما قبل 2003، بسبب مرارة ما حصل، خاصة مع عدم تصدي شخصيات، تتمكن من استيعاب مخاوف وهواجس وطموحات مكونات الشعب العراقي.
اليوم يعلن عن اتفاق بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية، لإنهاء الخلافات التي سببت خسائر كثيرة لكلا الطرفين، وساهمت في شحن النفس القومي، ليضاف إلى النفس الطائفي السائد، هذا الاتفاق مهما كان تقييمه، من قبل البعض، يعتبر انجاز ومؤشر لمرحلة جديدة، من التعايش بين أهم مكونات الشعب العراقي، تشاركا بالدم والمعارضة طيلة عقدين من الزمن. 

حيث يتذرع البعض بوجود إجحاف لمحافظات أخرى، تساهم في النسبة الأكبر في ميزانية العراق كالبصرة مثلا، وينسى ويتناسى أن العراق كبلد متعدد الأعراق والطوائف والجغرافية، يرتبط بعضه ببعض فشمال العراق يسيطر على مداخل المياه، حيث تدخل مياه دجلة والفرات من الشمال لتصل إلى الجنوب، كذا المحافظات الغربية تسيطر على اكبر مساحة بالبلد، وتتغذى مناطق الوسط والجنوب من خلال المياه الذي تمر بأراضيها. 
لذا حالة التكامل تلك، توجب على الجميع أن يتفهمها ويتعامل معها، وان إزالة الخلافات بين مكونات الطيف العراقي، سيسهم والى درجة كبيرة في الاستقرار، الذي ينتج عنه البناء والأعمار، بواسطة تنشيط الاستثمار، وتفعيل القوانين المعطلة كنسبة المحرومية، التي نص عليها الدستور، وكذا قانون المحافظات وغيرها. 

إذن التضحية بجزء لأجل حفظ الكل، شريعة العقلاء، خاصة عندما نأخذ بنظر الاعتبار أمور عديدة من الواقع، أبرزها ضعف موارد الحكومة الاتحادية، بسبب التركة الثقيلة التي ورثتها من النظام السابق، وضاعفتها حكومة المالكي، التي دفعت مستحقات شركات التنقيب في كردستان، دون أن تحصل على شيء من الإقليم، لذا يجب أن يرحب الجميع بهذا الاتفاق، على انه مرحلة جديدة تؤدي إلى الاستقرار في البلد، نتائجها لصالح كل المكونات...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك