المقالات

النفط وعبد المهدي.. والصبح

1164 19:29:10 2014-11-16

تنهض الأمم بقدرة أبنائها, ورغبتهم الحقيقية بنهوض أمتهم, لكن هذه الرغبة الشعبية يجب أن يقودها نخبة, يمتلكون المؤهلات اللازمة, لتنفيذ رؤيا قائد أو اكثر, تحقق طموحات هذه الأمة. من المثالي القول أن ذلك يحصل دون مشاكل أو أخطاء, وهذه تمثل فرصة لتقويم المشروع, كما يصعب أن تجد مشروعا يخلو من معارضين, بنوعيهم السلبي والإيجابي, ومن الطبيعي أن رموز المشروع, هم الأكثر تعرضا للهجوم والتسقيط, فهم واجهته وحملته, والمدافعين عنه, فتلازمهم ومشروعهم من المسلمات.

لم يحظ ملف الاقتصاد في العراق بإهتمام حقيقي, قصورا أو جهلا من ساستنا, عدا مجموعة قليلة حملت مشروعا, كان للجانب الاقتصادي منه دور محوري, ومحرك للعملية كلها, وتحققت بعض الإنجازات التي, لو قيست بموضوعية ضمن وظروفها الإقليمية والوطنية, لكانت اقرب للخيال منها للحقيقة. ربما نسي أغلبنا ملف الديون, وما تحقق من تخفيض للديون من نادي باريس والتي وصلت الى"80%", وكان للسيد عادل عبد المهدي دور محوري فيها, حتى اطلق عليه الرئيس العراقي حينها, جلال الطالباني, بلكنته الكردية المحببة لقب "مجدّي العراق".

ربما بعضنا لا يعرف قيمة المنجز, لكن الاقتصاديين يعرفون أثر, بقاء دولة, مكبلة ومدينة بمبالغ مهولة, وما يترتب من أرباح تراكمية, و أثره في استقلالية القرار الاقتصادي, ونمو الاقتصاد, وتحسين قيمة العملة العراقية, وتعزيز قدرتها, وخفض نسبة التضخم والعجز في الميزانية, وغيرها الكثير من الفوائد, أنية أو مستقبلية.

رغم أن عبد المهدي لم يكن مسؤولا عن الملف, أو في منصب اقتصادي, إلا أن قادة العراق, كانوا يعرفون الرجل صاحب الشهادة المرموقة, بالاقتصاد السياسي, والبصمات الواضحة, في كتابة الدستور, والعمل في مجلس الحكم, وغيره الكثير من المساهمات, وما سبقه من عمل معارض, و تنوع فكري منفتح, إمتلكه لتواصله مع اكثر من فكر سياسي انتمى له.

تولي السيد عبد المهدي اليوم, ملف النفط العراقي, يضعه أمام تحدي كبير, فمن المعروف أن النفط هو عصب حياة الاقتصاد والدولة العراقية, فهو يشكل اكثر من"90%", من موارد العراق, وما تعانيه المنظومة النفطية من مشاكل, تتعلق برفع الطاقة الإنتاجية, لتواكب حاجة النهوض الاقتصادي بالبلد, والنهوض بشبكة الأنابيب, ومشاكل إقليم كردستان والمركز.

هل سينجح عبد المهدي في مهمته, مع كل هذا التعقيد السياسي والعسكري؟ وهل ستؤثر العلميات العسكرية الجارية, في مناطق تعتبر قلب العمل النفطي؟ وهل ستكفي زيارة شجاعة, لأهم مصافي العراق على خط النار؟ هل ستكفي طريقة السيد عبد المهدي, في العمل بصمت, وترك الإعلام للأخرين في بيان بصمته على الاقتصاد, والدولة العراقية ككل؟

أم سيظهر له خصم يستهدفه شخصيا, يستطيع أن يوظف أي قضية ليجيرها ضده, وكما حصل سابقا, حينما جيرت, قضية المصرف الجنائية, لتصبح قضية تسقيط إعلامي سياسي بامتياز, ويجعله يتلكأ؟

سننتظر ونرى النتائج, فرغم إعلانه انه يملك رؤيا, وقدم خططا متكاملة لتطوير القطاع, والاقتصاد العراقي معه.. إلا أن المواطن العادي ..يريد أن يلمس أثر ذلك على حياته البسيطة.

سننتظر ونرى,, أو ليس الصبح بقريب.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك