المقالات

نبوءة جواد وفساد نوري

1501 20:46:31 2014-11-07


قبل ما يقارب التسع سنين, بعد صراعٍ مرير على منصب رئيس الوزراء, اتفقت الكتل البرلمانية, على أن يكون جواد المالكي, وممانعتهم على تولي الدكتور ابراهيم الجعفري لرئاسة الوزراء, وكان للسيد عبد العزيز الحكيم دورٌ كبير في حلحلة الأزمة.
شُكِّلَت حُكومةٌ تحت مُسمى التوافق, حينَها وَعَدَ المالكي شعب العراق بوعودٍ عدة, كان أولها القضاء على الإرهاب, تثبيت الأمن, سيادة القانون, والبدء بالإعمار, وقد كان مؤملاً أن يكون توافقاً حقيقياً, كي يتآزر الجميع, بوضع اللبنة الأولى بخدمة العراق.

سارت الأربع سنوات الأولى بخطى متأرجحة! بسبب تواجد الإحتلال على أرض العراق, مما يعطي الحق لبعض فصائل المقاومة, بالجهاد ضد المحتل, رغم أن بعضها لم يكن وطنياٌ! بل مدفوعاٌ بأجندات خارجية وطائفية بغيضه, لا يهمها مصلحة العراق وشَعبه. 

جرت الانتخابات للمرحلة البرلمانية الثانية, بعد الحكومتين المؤقتتين, فحصلت القائمة التي يترأسها أياد علاوي على 92 مقعداً برلمانياٌ, بينما حصلت قائمة رئيس مجلس الوزراء المالكي على 89 مقعداٌ, بفارق ثلاثة مقاعد, ما يتيح لأياد علاوي تشكيل الحكومة. 

إنقاذاً للعراق الجديد, قامت الكتل التي تمثل أغلبية الشعب العراقي, بتكوين التحالف الوطني, قبل الدخول للبرلمان, بخطوة ذكية أذهلت المتنافسين, لكن تم حرفها عن المسار, حيث قام المالكي, البارزاني , علاوي, باجتماع أربيل, بمباركة أمريكية مجهولة المعالم!

كانت النتيجة, عدم مشاركة قائمة شهيد المحراب, التي وصفت الولاية الثانية للمالكي, أنها حكومة أزمات, استقراءً لما سيحصل وبناءً على ما قامت به المرجعية, التي أغلقت أبوابها أمام كل المسؤولين الحكوميين, لحين تبيان الخدمة الحقيقية للشعب العراقي. أثناء الولاية الثانية, بدلاً من العمل بالشراكة الحقيقية, قام المتملقون بقائمة ما يُسَمّى دولة القانون, باتهام كافة الشركاء بالتآمر, مع تمجيدٍ للمالكي منقطع النظير, كما كان يفعل حاشية صدام, بالرغم من الفشل الذريع واستشراء الفساد بأنواعه!

ولايتين من الحكم شبه فردي, امتازت بتهريب طارق الهاشمي, خروج وزير التجارة الى لندن, اقالة المفتش العام لوزارة الصحة, بعد ثبوت فساده, فأصبحت من سُنَنِ الحُكومة المالكية, الإقالة مع التقاعد للفاسدين والفاشلين, إضافة للخونة الذين سلموا المحافظات لداعش!
مُنِحَ المالكي منصب نائب رئيس الجمهورية, محتفظاً بمَوكَبهَ الضخم البهيج! وتصرف كأنه لازال الحاكم المُطْلَق, حيث يوفِدُ نفسه للمحافظات, دون الرجوع لرئيس الجمهورية! مما أثار حفيظة, مما حدى بفؤاد معصوم أن يوجه, بعدم مغادرة المالكي إلا بإذنه. 

كون المالكي استغل زياراته, للتشكيك بالحكومة الجديدة, ومحاولة جمع الشتات الذي تعرض له, فهو لا يعترف بالفشل, بل ويصور للناس من خلال جولاته, أنه المُنتصِر, وهذا بسبب تسييس أغلب القضايا, فكما يُقال: من أمِنَ العِقاب أساءَ الأدب.

فهل سيبقى من قضى دورتين لا عباً بمنخريه! وفَشِلَ تخطيطاً وإدارةً, مدنياً, عسكرياً ومالياً دون مسائلة؟ مُستَمتِعاً بكل ما استحوذَ عليه, وسلم العراق للإرهاب, سؤالٌ يجب الإجابة عليه مِن دُعاةِ التغيير, فالبعرة تدل على البعير, والفشل يدل على الفاشل. 
مع التحية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك