المقالات

البعثي والحرية..!

1544 2014-10-22

من الأخطاء الشائعة في الوضع العراقي الجديد, هو إعتبار "البعثي" من إنتمى لعصابة البعث فقط, دون الأخذ بالإعتبار المنظومة البعثية التي سعت, طوال ثلاثة عقود, لـ"تبّعيث الدولة والمجتمع". إنّ المساهمين في عملية "التبعيث" يتواجدون اليوم, ورغم تبدّل توجهاتهم ظاهراً, غير إنّ أحقادهم المورثة تفضحهم, إينما حلوا أو إرتحلوا..! الحقد مرض نفسي لا يُقاوم, ومن الصعب أن يتخلص الإنسان العادي منه, فما بالك ببعثي رضعه صغيراً وشاب عليه؟!.. علينا معرفة أين كانت جحورهم, لنعرف الطريق إليهم جيداً..

إن (البعثنة) ثقافة وسلوك, طيلة حكم البعث الدموي, نمت وترسخت, كانت دوائرها معروفة جيداً؛ ففضلاً عن المؤسسة الحزبية الرسمية, والمليشيات الإجرامية كالفدائيين والجيش الشعبي, أُختزلت دوائر عديدة بنهج الإجرام وأحتُكرت للتوجيه نحو ثقافة قمعية. من أبز تلك الدوائر, التصنيع عسكري, بعض صنوف القوات المسلحة, الإعلام, الثقافة؛ هذه المؤسسات لم تكن مفتوحة, سوى لإذناب النظام!..من كان يستطيع الوصول للإذاعة, أو الثقافة, أو الحرس الجمهوري, مثلاً, دون إن يصبح ذليلاً تابعاً؟!.

إنّ إرتضاء الذُل, يتيح للنفس التوغّل في الرذيلة لإبعد حد, فمن سمات أولئك البارزة, رفض أي حالة تعبّر عن الحرية أو الشجاعة, فضلاً عن تقاطعهم مع القوى المعارضة للنظام البائد, ماعدا بعض الإستثناءات التي وجدت بحكومات سابقة شيء من المصلحة, فبدّلت جلدها. الأمثلة متنوعة, أكثرها وضوحاً, التشنج الذي يصيب هذه (الحفنة الذليلة) عند ذكر الفصائل التي تقاوم الإرهاب, فبعضهم يصفها بالمليشيات وآخرون يستوردون التهم من بيئتهم الأولى, وعلى رأسها(العمالة لإيران), إنها صيحات العقل الباطن؛ تفضحهم دون أن يشعرون!..

خبأوا ذلك الماضي الذليل, على أمل أن تبيّض صفحاتهم المليئة بالأدران, ولو ثبتوا على ما كانوا, فهو أشجع!..هكذا نماذج, تمثّل أحد أهم أسباب التراجع الذي تعيشه الأمة, وكما قيل "التغيير العمراني يحتاج من عقد إلى عقدين, بينما التغيير الثقافي يحتاج لخمسةِ عقود"..كان الأجدر تسريح هؤلاء نهائياً, بغية تأسيس بيئة خالية من وبائهم, منذ البداية. ليس لإنهم يمتلكون فكراً فاعلاً؛ إنما لغباوتهم التي تساهم بتراكم ثقافة "البعث" المقيتة.
أول خطوات إزالة تأثيرهم السيء, معرفتهم, ثم إلقامهم حجراً يخرسهم؛ فالبعثي آخر من يتكلم عن حقوق الإنسان أو الحرية!..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك