المقالات

قنبر ورومل... على خطوط التماس

1795 2014-10-10

يفضل أن يقف وسط جنوده, في البرد القارس, رغم أن غرفته تحتوي على كل وسائل الراحة ,التي تليق بمنصب القائد, إلا إنه يتقاسم مع جنوده نفس المعاناة, ويحرص على الإشتراك, في المعارك بنفسه, أنه يدرك الأمور ببصيرته الثاقبة, ويراقب تحركات, العدو بعينيه الزرقاوين, التي ترى الحقائق بطريقة, مختلفة عن الآخرين, الإخلاص لبلده وحبه لجنوده, والفطنة والدهاء, والحكمة, جعلت منه, أعظم قائد عسكري, في التاريخ الحديث, إنه إرفين روميل, ويكتب أسمه أختصاراً (رومل)

ولد إرفين يوهانس أيوغين روميل, في15 نوفمبر 1891, عمل رومل كملازم وحارب في فرنسا, ورومانيا وإيطاليا. أصيب ثلاث مرات ,وحصل على وسام الصليب الحديدي, من الدرجة الثانية. وفضّل رومل أن يبقى, كقائد ميداني, في ساحة المعركة, على منصب أركان حرب, تدرج في الخدمة حتى وصل, إلى رتبة مارشال.

رغم منصبه الرفيع, الأ انه كان متواضعاً, فلا يجلس مع الضباط, أصحاب البزات الأنيقة والأحذية العسكرية, التي يجب أن تعكس الضوء, حين يسقط عليها, نتيجة الحرص, على لمعانها ونظافتها, لتبين مدى أناقة الضابط الألماني, بل كان يفضل أن يتناول وجبه, طعامه مع جنوده, ذوي الأحذية المثقوبة, والأصابع المزرقة من شدة الصقيع, وبأسلوبه هذا ملك قلوب, وعقول الجند الألمان, حتى أن طاعتهم له أصبحت عمياء, فلم يعودوا يبصرون, إلا من خلال عيون قائدهم المحبوب.

قاد رومل ما يقارب 16 حرباً, كانت أولها معركة الأرغون, في الحرب العالمية الأولى, وأخرها معركة النورماندي, في الحرب العالمية الثانية, بفضل دهائه وحنكته, نال لقب ثعلب الصحراء, لأنه وطبقاً للتصنيفات العسكرية, يعتبر أبرع قائد في حروب الصحراء, ونتيجة لأنتصاراته المتلاحقة, تم تصنيفه كأعظم, قائد في التاريخ المعاصر, أذ أنه لم يخسر سوى, معركة أو أثنتين, ليس بسبب نقص الكفاءة, بل نتيجة نقص الدعم الجوي, فثعلب ألمانيا المخلص, هو والنصر رفيقان لا يفترقان.

رغم أن رومل عاش ومات نازياً, الأ أن التاريخ شهد له بما يليق به, الرجولة والبطولة, والأخلاص, والعزيمة, والأيمان بالوطن والمقاتلين, من رفقاء السلاح, فوضع نصب, عينيه ألمانيا الحلم, فلم يبرح يوماً, خطوط التماس مع العدو, وفضل أن يموت منتحراً أحتراما, لشرف البدلة العسكرية, بعد أن حرص بعض, قادة الجيش الألماني, بأقناع هتلر بفكرة, مفادها أن رومل هو, العقل المدبر لأغتياله, ففضل أن ينهي حياته, حتى لا يوصم بعار الخيانة.
ترى ماذا تركوا للتاريخ, قادة سلموا مفاتيح, الموصل لداعش؟ قبل أن يطلقوا أطلاقة واحدة؟ ولماذا لم يقدموا للمحاكمة العسكرية؟ عل أقل تقدير, ما الذي دفع القائد العام للقوات المسلحة, وهو رئيس الوزراء السابق, للتغاضي عن محاكمتهم؟

على ما يبدوا أن قادة العار, ليسوا معنيين بالوقوف, على خطوط التماس, بل ما يعنيهم, هو الحرص على ضمان, الولاء المطلق, داخل صفوف الجيش, للقائد العام حتى وأن أحرق العراق, بمن فيه, فخطوط التماس, بالنسبة لقنبر وغيدان والغراوي, في أروقة القصور, بعيداً عن منضدة الرمل الحربية, التي عاش المارشال رومل, طوال حياته بجوارها.
حين أفتح كتاباً, يروي حياة رومل, أشم بين سطوره عبق الرجولة, والإخلاص, والتفاني لما يؤمن به, حتى وأن كان نازياً, وحين تفتح أجيال ستأتي, بعدنا كتب التاريخ التي, ستسجل على قنبر ورفاقه, نكسة الموصل, سيستنشقوا رائحة المؤامرات النتنة, والخيانة والتخاذل, ليتك كنت عراقياً رومل, لنفخر بك, وليتك كنت نازياً قنبر لنلعنك!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك