المقالات

العراق من افتعال الأزمات إلى إعادة الثقة

1937 2014-10-09

قبل أكثر من أربع سنوات،بدأت الأوضاع السياسية في العراق تسير باتجاه التازيم وخلق الفجوات بين مكونات الشعب العراقي،ولم تنفع جهود المصالحة الوطنية وملايين الدولارات من راب صدع المجتمع،الذي بدا يتوسع باطار طائفي، شجعت عليه أطراف داخلية وخارجية،من اجل مصالح وحسابات طائفية وانتخابية.

ولم يتوقف الأمر عند حدود التازيم،بل امتد على مدار السنوات الاربع الماضية الى خلق الازمات والاعتياش عليها،سواء من قبل الحكومة،او من قبل اطراف في الحكومة تدعي المعارضة والتهميش والإقصاء،ادى الى تداعيات كبيرة أصابت المجتمع العراقي بمقتل وتسببت بانهيار الوضع الأمني وانعدام الخدمات وتراجع في كافة الملفات.

هذا الافتعال للازمات والاعتياش عليها،لم يقدم للبلد غير المزيد من التراجع ومزيد من التمزق في اللحمة الوطنية والتنافر بين السلطات الثلاث،لان امور البلد تدار وفق التركيبة السكانية ،وبالتالي فان هذه التركيبة منحت السلطات لمكونات الشعب العراقي"القومية والطائفية"،ومعها تزايدت الفجوة،وكثرة الخلافات،ولم يمر يوم دون ازمة ودون مشكلة ،فكان البلد يدور في افلاك مشاكل الرئاسات الثلاث،دون ان يكون للشعب حق في زمن الازمات.

ان المرحلة الحالية التي جاءت على أنقاض المرحلة السابقة ،تتطلب من الجميع مغادرة إرهاصات ومشاكل الزمن الماضي،خاصة مع التغيير في الرئاسات الثلاث الذي دعت اليه المرجعية الدينية العيا،ومع الدعم الدولي والعربي والإقليمي والمحلي الذي حظيت به الحكومة الحالية .
ان التوافق بين الرئاسات الثلاثة،من شانه ان ينسحب على الوضع السياسي برمته في البلد،ومن شانه ان يبدل احوال البلد من حال سيء ومتازم الى حال من الاستقرار والوئام ،خاصة وان معظم مشاكل العراق سياسية اكثر منها امنية،وقد وصلنا الى حالة من الاستنزاف السلبي ،وبات من الضروري على الجميع استخلاص الدروس والعبر من تجربة السنوات الماضية ومن الاحتماء بالأطراف الأخرى ،التي لم تجلب للبلد غير الموت والدمار. 
ان أزمة الثقة بين الفرقاء السياسيين يجب ان تكون من الماضي،ونحن نعيش توحد مكونات الشعب العراقي في اروع تلاحم ،وهي تدافع عن الأراضي العراقية المقدسة ضد تنظيم داعش الإرهابي،كما هو الحال في الضلوعية وامرلي والرمادي وفي سامراء وبلد والدجيل ،بعد ان انكشف غطاء النوايا السيئة والجهات التي تقف ورائها،وبعد ان اختلطت دماء جميع مكونات الشعب العراقي في خندق الدفاع المقدس ضد العصابات الاجرامية.
ليس معيبا ان يحذو قادة الكتل السياسية حذو أبناء الشعب العراقي في مغادرة الأزمات،لكن المعيب ان يستمر بعض القادة السياسيين بمنهج اثارة الازمات والبحث عن المناصب والمغانم والاحتماء خلف الحدود.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك