المقالات

عيدهم على السواتر... وعطر ثيابهم البارود

1498 2014-10-04

خلف سواتر ترابية, في الخطوط الأمامية, حيث الخطر المحدق, والجوع والتعب, والعطش والإشتياق للأهل والأحبة, يقف أحفاد الكرار, تلك الوجوه السمراء التي غيرتها الشموس, والقلوب التي تنبض, عشقاً للعراق وأهله ولتاريخه الذي أسسه أجدادهم, نعم فهؤلاء هم, أبناء المملكة السومرية, والأكدية والأشورية, وكل التاريخ الذي من دون أفعالهم, وأفعال أجدادهم, لن يكون له وجود, لأنهم بأختصار التاريخ كله.

تختلف الرفقة على السواتر, فتصبح البندقية خير رفيق, ويصبح الصيد كلابٌ قادمة من مجاهل الصحراء, يرومون صناعة أمجاد زائفة, على دماء الأبرياء, وأعراض المسلمين, يسوسهم المستعمر, وكل من وجد ,في رؤوسهم العفنة, طريقاً لينفذ مخططاته, على أرض الرافدين, فأصبحوا كبهائم, تساق إلى المقصلة, فبإنتظارهم نفوس تهفو إلى الجنة, وقلوب تنتظر, على أحر من الجمر, أن تثأر لواقعة الطف, من ورثة يزيد وإبن زياد, الذين تحركهم أحقادهم, والدماء القذرة التي تجري في عروقهم.

نعم أنها طف أخرى, بسيناريوهاتٍ مختلفة, يصنع فيها عشاق, سيد شباب أهل الجنة (عليه السلام) تاريخ آخر, ويصححون مجريات الأمور, التي جعلت من يزيد الخمار خليفة, ومن أبن بنت خاتم الرسل ,(عليه وعلى أله أفضل الصلاة والسلام ) خارجي , تلك الصورة المقلوبة, المشوهة والمعوجة, يعمل أبناء الرافدين, على رسمها بالدم من جديد, لكي تكون الأمور في نصابها الحقيقي.
أنهم يقفون هناك, في مواجهة الموت, ويصبغون أيام الدواعش, ولحاهم العفنة بالدم, ويحيلون نهارهم إلى ليل حالك, فيذيقوهم الموت الزؤام في كل لحظة, ويبذلون المهج في سبيل أعلاء كلمة الحق, والدفاع عن أبناء العراق, بمختلف طوائفهم وأنتماءاتهم.
سلاماً على من ,يفترشون الأرض, ويلتحفون السماء, ويقضون أعيادهم على السواتر, بعيداً عن الأهل والأحبة, فيختارون النصر عيداً, والسلاح رفيقاً, والبارود عطراً لثيابهم, ليطرزوا أيامهم بالمجد, ويتركوا للأبناء والأحفاد, إرثاً يرفعون به الرؤوس, ليكملوا مسيرة, أختارها سيدنا الحسين (عليه السلام), نتيجتها إحدى الحسنيين, النصر أو الشهادة...عيدكم مبارك يا أبناء المجد, وصناع المجد, وسادة المجد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك