المقالات

مستقبل العراقيين في زمن المهرجين

1788 2014-09-28

ما زالت المعادلة الدنيوية مغلوطة, منذ أول يوم نزل فيه آدم وحواء الى الأرض, بعد أن تسبب الشيطان, عليه لعائن الخلق أجمعين, بخروجهما من الجنة, الى يومنا هذا, فكانت بداية الحياة, بالنسبة لأبناء آدم خطيئة أورثت الندم, عندما قتل قابيل, أخاه هابيل وعجز عن دفنه, فكان معلمه في ذلك غراب عابر, أعطاه درساً ليدرك أن عقله عجز أن يجاري عقل الحيوان, فكان الألم والحسرة والإحساس بالعجز, جزاؤه في الدنيا وعذاب الآخرة أعظم من ذلك بكثير.

رغم ذلك كله لم, يتعظ أبناء آدم مما وقع فيه قابيل, فكانت الرسل تترى واحداً تلو الآخر, 124 ألف نبي, بُعثوا لتصحيح المعادلة, فنالوا نصيبهم, من القتل والتنكيل والأذى, وما زلنا نتنظر تصحيح المعادلة. نعم فما زال يزيد يجلس في قصره, يحتسي الخمر ليلاً ويصلي في الناس نهاراً, لأنه خليفة المسلمين! رغم أنه قتل أبن بنت خاتم الرسل, ( عليه وعلى أله أفضل الصلاة وأتم التسليم), ووضع رأسه في طشت من ذهب, وراح ينكت ثناياه, بالعصا أمام الحاضرين في المجلس, وشتم عقيلة الطالبيين ( عليها السلام), ومَجد مرجانة صاحبة التاريخ المعروف! ورغم ذلك كله , يبقى في نظر دعاة الإسلام خليفة! هنيئاً لكم خليفتكم الفاسق أيها الأغبياء.

التاريخ يعيد نفسه, في كل يوم بل في كل لحظة, إلى اليوم تخرس الأفواه, وتصم الأذان, فلا يُسمع إلا رنين الذهب, في شوارع الكوفة, ليكون ثمنا لرأس سيد شباب أهل الجنة, بعد أن سحبوا جثة سفيره ,وإبن عمه في أزقة الكوفة, في أيام العيد. 
مازال دعاة الفضيلة, ممن يرتدون ثياب التقى, لا يتورعون عن الإنحناء للمومسات فيهرعون للملمة, أطراف ثيابهن, حتى لا يمسها التراب, ويبصقون بوجه كل عفيفة عقاباً لها على عفتها, بعد أن أدوا أدوارهم ,ببراعة أمام سذج صدعوا, رؤوسهم بالحديث عن الفضائل, والإصلاح والشعارات الرنانة, لتسقط أقنعتهم المزيفة, وتظهر وجوه تفوق في البشاعة, والقبح وجوه المسوخ.

واهم من يعتقد أن زمن الأصنام ولى, ففي كل يوم يصنع الناس ألف صنم وصنم, ليقعوا لها ساجدين, هاهم ينتخبون المسؤول, فيهرع حمايته لأزاحتهم عن طريقه, بعد أن صفقوا له طويلا, وكأن لسان حاله يقول, صفقوا وصفقوا وصفقوا, ثم أنحنوا كي تسحقوا!
لتحل اللعنات على كل أفاق كاذب, يهتف بشعارات زائفة نهاراً, ويناقض نفسه ليلاً, اللعنة على السياسة, وأشباه الساسة, وعلى أصحاب المناصب والكراسي, من المهرجين ذوي الوجوه الملونة, والضمائر المتسخة, والنفوس المريضة, اللعنة على مشاريع الإصلاح التي ترفع شعارات, في مقدمتها خدمة الفقراء, بينما تسخر لصالح نكرات, يستعبدون الفقراء, اللعنة على دعاة الحق الزائفين, الذين يناصرون الباطل, وينصفون الظالم على حساب المظلوم.

إنه سيرك كبير, يصبح فيه الجلاد ضحية, والفاسق خليفة, وشارب الخمر أميرا ً للمؤمنين, وأبن بنت النبي (عليه وعلى آله الصلاة والسلام) خارجي, والمقتول ظلماً مجرم وقع عليه القصاص, بينما القاتل صاحب حق! والعفيفة ترشق بالحجارة, بينما وريثة مرجانة ينحني, لها الجميع إجلالاً وإحتراماً, إنه سيرك يؤدي فيه كل , مهرج دوره ببراعة, أقطعوا تذاكركم وأحجزوا, أماكنكم فالعرض مازال مستمراً.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك