المقالات

هل تحقق التغيير المطلوب؟.

1098 2014-09-25

الحياة بطبيعتها لا تستقر على حال, فهي بتغير دائم.
أحيانا يكون التغيير ايجابيا, وأخرى يكون بالعكس من ذلك..بعض التغييرات تتكون دراماتيكية, وتصل حد التبديل الكامل, أو يكون شكليا, يشمل الصور و الأشكال فقط, وتتدرج والحالات ضمن هذه الحدود.

العمل السياسي, من أكثر القطاعات التي تشهد تغييرا وتبدلا, باستثناء الدول الديكتاتورية والدول المتقدمة جدا, حيث أن الأولى لا يحصل أي تغيير فيها, مادام الحاكم الأوحد باقيا, فيما الثانية تشهد تغييرات نسبية, تتعلق بقضايا اقتصادية وسياسية, تعتبر هامشية مقارنة بما يحصل مع الآخرين.
بين هذين العالمين تقع أنظمة حكم, تشبه حالنا في العراق,أو بالتحديد تجربتنا السياسية بعد عام 2003, فبرغم حداثتها, وعدم استقرارها, وفقدانها للكثير من شروط ممارسة الديمقراطية الرصينة, إلا أنها تجربة ديمقراطية بالمقياس العام.
بفترتي حكم امتدتا لثمان سنوات, كانت تجربة السيد المالكي في الوزارة, محل انقسام سياسي واجتماعي, بل وحتى أسري, فاختلفت الآراء حولها بين مؤيد عاطفي, وشاتم مبغض, وقلة تنتقد استنادا إلى وقائع, إلا أن التيار السائد لمختلف الجهات , كان يميل إلى إجراء تغيير, والدفع بشخصية جديدة, ولأسباب اختلفت بين تلك الجهات.. لكن هل تغيير شخص السيد المالكي هو المطلوب حقا؟.

الموضوعية تحتم أن نقرر أن السيد المالكي, يتحمل الجزء الأكبر, من الأخطاء والفشل الذي حصل, ولو بملفات بعينها, و يتحمل مسؤولية كسب الأعداء, من خصومه وحلفاءه السابقين على حد سواء, بل ومن حزبه أيضا في المراحل الأخيرة, بسبب تفرده بالقرار, وأسباب كثيرة اخرى لا محل لها هنا...لكن هذا لا يعفي الآخرين من المسؤولية, كمقربيه وحزبه, وحلفائه السياسيين..بل وحتى بعض معارضيه؟!.
ليكون التغيير حقيقيا, ويحقق ما يطالب به الشعب ودعاة التغيير, يجب أن يبدأ بالرؤى والأهداف, وينتقل إلى المنهج والآليات بكل تفصيلاتها, ويرافقه تغيير الشخوص كتحصيل حاصل, وإلا فقد معناه, وصار تبديلا لوجه بوجه أخر فقط... فما قيمته؟!.
ضمانة أن يكن التغيير حقيقيا, هو تغيير منظور المجتمع لعملية التغيير..ونعتبره ايجابيا بجميع الأحوال, فلا نعشق المسؤول ونؤلهه, أو نسقطه ونشتمه ليل نهار, بل نعطيه الفرصة المعقولة, لكن لا ننتظر لثمان سنوات لنطالب بتغييره!.
التغيير يبدأ من عندنا, بان نراقب ولا نصدق كل ما يقال من وعود, إلا بعد تمحيص وتدقيق, ونطالب ببرنامج واضح للحكومة, ونحاسبها على فقراته بعد متابعة نسب الانجاز, ولكل المشاريع, والوزارات.. وكل حسب محافظته..
تجربة السنوات الثمانية الماضية, كانت درسا صعبا لنا بكل المقاييس.لكنها مضت.
لنتعلم الدرس فقد دفعنا ثمنه, ولنأخذ العبرة منه.. فالتغيير مرهون برغبتنا الحقيقية به.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك