المقالات

يرفضون الشراكة ويقبلون الشريجة..!!

1446 2014-09-11

كثير من الأمثال تضرب ولا تقاس، لكن في العراق تضرب وتقاس في مواقع عديدة، وخاصةً في الأروقة السياسية، والحكومية بعد سقوط النظام البعثي عام 2003؛ التي صار كل شيء فيها مباح، تحت يافطة الديمقراطية التي اتى في جلبابها الموت، والفساد السياسي، والاخلاقي.. 
يبدو ان ساسة التشبث اصبح كل شيء لديهم مباح، بشرط ان لا يتقاطع مع مصالحهم الحزبية، والشخصية، ويصنفون الشعب العراقي حسب ما يرونه مناسب الى كابينتهم، ويفصلون، ويلبسون ما يشاؤون؛ في ظل شعب اصبح نصفه اشلاء، والنصف الاخر ايتام، وارامل، وشحاذين في التقاطعات، والساحات العامة؛ لا تعنيهم الامور، او معرفة مرساها.. 
فقد اصبحوا ولاة على امورنا ما يقارب العقد من الزمن، حتى تعاقدوا مع الموت، والفساد الاداري، والمالي، والسياسي، وعاشوا العزلة الدولية، والإقليمية، والوطنية طيلة هذه الفترة، وجعلوا التناحر الطائفي، والسياسي، والاقليمي؛ هو صاحب المشهد الاول، الذي من خلاله جعلنا نصنف في مقدمة الدول بالفساد المالي، والسياسي.. 
لغة التسقيط، والتشويش على الشعب العراقي، اضحت سمه يتسم فيها اولئك الذين يرفضون المشاركة مع الاخرين؛ التي دعت اليها المرجعية الدينية في النجف الاشرف مرارا، وتكرارا، وكأنما في اذانهم وقرا لا يسمعون، وعلى اعينهم غشاوة لا يبصرون؛ الا الامور التي يرونها مناسبة لهم، وذات منافع شخصية، وحزبية.. 
اكذوبة الأغلبية السياسية، التي طالما تبجح بها هؤلاء الساسة طيلة هذه الفترة، منذ الاشهر التي سبقت الماراثون الانتخابي في 30 نيسان من هذا العام، والتي انطلت على كثير من ابناء الشعب العراقي، وتناسوا ان العراق فيه ثلاثة مكونات رئيسية، لا يمكن تجاهل احدها، او تهميشها، باي شكلاً من الاشكال.. 
صناع المشاكل، والازمات، وتجار السياسة، نجدهم في كل زمان ومكان؛ حتى اصبحوا اليوم من مسلمات الامور، تارةً نجدهم متخاصمين، وتارةً اخرى نجدهم متسالمين، حسب ما تلتقي مصالحهم في سطراً واحد، كمثل امرأتين يتزوجن برجلاً واحد، ويتسمين" الشرائج" يتخاصمن على زوجهن في الليل، ويتصالحن في النهار.. 
الشراكة تعني المشاركة الواسعة لجميع أطياف، ومكونات الشعب العراقي، والشريجة تعني المخاصمة، والحقد، والبغضاء، وهذا ما وقع فيه بعض ساسة العراق؛ الذي رفضوا مفهوم الشراكة، وقبلوا بمفهوم" الشريجة"، الذي جمعهم تحت سقفا واحد، ومديرا واحد؛ في كثير من المواقع في الحكومة الجديدة...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك