المقالات

ملفات السماك السياسية..!!

1499 2014-09-09

يبدو ان الشعب العراقي لا يغادر مفهوم الملفات، وتلفيق التهم، والاتهامات، والتسقيط، ورمي الناس بما ليس فيهم ؛ حتى أصبحنا نخشى الملفات السرية التي يعدها لك الخصم السياسي، أو الحزبي اكثر من الإرهاب الداعشي.. 
قبعنا اكثر من ثلاثة عقود ونصف تحت نظام مقيت، حكم شعبة بمفهوم الملفات السرية، والاتهامات، والتلفيق؛ حتى أصبح كل فرد عراقي لديه ملف في مديرية المخابرات، او في الفرق البعثية المنتشرة في جميع المدن العراقية، ويظهر هذا الملف متى ما ذهب احدنا الى الجامع يؤدي فريضة الصلاة، أو يقرأ كتاب ديني، أو يتكلم بكلام لا يعجب الأخرين.. 
وفي تسعينات القرن المنصرم، تطور هذا الأمر ، وتحديداً بعد انتفاضة الـــ 91، في محافظات الوسط، والجنوب؛ حيث غيب المئات من شبابنا، وشيوخنا، ونسائنا في غياهب السجون، والمعتقلات البعثية، وباتت مدننا تسكنها أفواج من الأرامل، والأيتام؛ نتيجة الملفات التي كانت تعد لنا من قبل عديمي الضمير، والإنسانية، واصحاب المصالح الشخصية.. 
حيث وصل مسلسل الملفات الكيدية إلى بائع السمك في مدينتنا، ما أن قلت له بكم سعر هذه السمكة، وقال لك بكذا مبلغ، وأنت لم يعجبك السعر وذهبت لتشتري من غيرة؛ تجد في اليوم التالي عليك ملف يتكلم عنك إنك في الحزب السياسي الفلاني، وتريد أن تقلب النظام البعثي، ولديك أجندة خارجية، وتقود شبكات مسلحة دولية.. 
بقينا تحت وكأة هذا المفهوم اكثر من ثلاثة عقود ونصف، حتى سقط زعيم تلك الملفات عام 2003، ابان الاحتلال الأمريكي إلى العراق، وفتحنا قلوبنا قبل بيوتنا إلى إخوتنا، وأحبتنا المشردين من بطش النظام الحاكم، وأردنا أن ننسى الماضي، ونشل جراحنا بأكذوبة اسمها الديمقراطية، وإرجاع الحقوق المسلوبة.. 
يبدو إن الذين خاصمهم، وهجرهم خارج البلاد صاحب السمك، وجعل لهم ملفات، وقال فيهم ما لا يستحقون؛ عادوا لنا حاملين نفس تلك الرؤية التي كان يتعامل فيها السماك، وزاد على ذلك تبجحهم بتلك الملفات الوهمية، وأعدوها من إنجازاتهم الكبرى، وبطولاتهم التاريخية التي لا تنسى؛ وتجاهلوا السماك صاحبها.. 
هذه العقلية، والمفهوم الخاطئ، لا يمكن أن يستمر على الشعب العراقي، ولا يمكن أن نقبع تحت هذا المفهوم مرة اخرى؛ ومفهوم التغير الذي يتطلع اليه الشعب هو تغير مثل هكذا افكار، ومفاهيم، وليس اشخاص كما يعتقد الأخر، ونسير إلى الأمام بعقلية المشاركة الواسعة، ونصحح كثير من المسارات؛ والمناهج التي كان ينتهجها السماك...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك