المقالات

صراع الإخوة..بين نار الإرهاب وجنة الفدرالية..الحلقة السادسة

1268 2014-09-07

مستقبل العراق المركزي..!
يتحدث الكثير, عن الفدرالية والوحدة كمفهومين متناقضين, ولعلنا ذكرنا هذا الأمر في هذا المقال؛ غير إننا قصدنا التشظي الحاصل بالمجتمع على أسس طائفية وقومية, ولم نقصد نبذ الوحدة. هناك إعتقاد مفاده: "إذا أردت النهوض بالبلد فيجب تقسيمه إلى شعوب تمثل مكوناته". وفي هذا الرأي فهم خاطئ للفدرالية كنظام سياسي؛ فهي حالة إعادة بناء الدولة العراقية بطريقة عصرية, والوصول للإنسجام المجتمعي عن طريق بناء قاعدة صلبة وصولاً للقمة.
العراق المركزي, والذي يخضع لرؤية أحادية, يتعرض لحالة من الجحود به, فالدولة تفقد سيطرتها على مناطق واسعة, وتنسحب لمقرها, ولا تتحكم سوى بالمناطق التي يقطنها أبناء مكون صاحب السلطة!..فيما تبدو رياح الخارج أكثر تأثيراً على مقاطعات بات مزاجها مرتبطاً بما يحققه ذلك الخارج من إنجازات أو إخفاقات. أي إن البديهيات الوطنية أو الثوابت الوطنية لم تعد تتحكم بقواعد اللعبة السياسية والإجتماعية. 

إستمرار البلد في السير على هذا السبيل -المجرّب- ينزع الإرادة الداخلية مهما كانت عازمة على تجاوز الأزمات, فتبقى تقلبات المناخ السياسي الأقليمي وعمقه الدولي, هي من تحدد ما يكون عليه البلد..وقد تأتي لحظة الإنهيار الكبرى؛ ليتحول العراق من دولة إلى مجموعة من القبائل والمجموعات التي يغزو بعضها الآخر, ولعل هذه الصورة متحققة في مناطق عدة, أو إنها موجودة على نطاق ضيق, لا شك إن الحكومة (أي حكومة) ستكون قائمة كديكور ليس أكثر.

ثمة حل يطرح في الاوساط الثقافية والسياسية, يقضي بتحكيم العلمانية وإبعاد النزعة الدينية -مهما بلغ إعتدالها- عن التأثر في الواقع السياسي, بإعتبارها ..هذا الطرح, ورغم ما يمثله من قيمة لا يمكن إغفالها غير إنه يصطدم بمجموعة من المعرقلات التي تقضي عليه في مهده, ومنها (تمثيل التيارات الدينية لإغلبية الشعب العراق, وركون الجماهير إلى معتقداتهم كحق مطلق) وبالتالي؛ فإن النظام الديمقراطي لن يسمح إلا بما آمنت به الناس, فشكل الحكومة, يصنع من الأسفل, ولا دور للنخبة, بيد إنها قادرة على تحريك الوعي, وهذا ما لم يتم, بل على العكس, نجد هناك تراجعاً كبيراً وتمسكاً بالهوية الثانوية على حساب الهوية الوطنية التي لم تعد واضحة.

إذن: المركزية, والعلمانية, لا تعبّران عن الوحدة؛ إنما الوحدة تتحقق بمصاديق أخرى, وقد تكون مغايرة أو متقاطعة مع المركزية الخانقة, وكمثال: فلو إن قضية مطالب المعتصمين في الأنبار حدثت في ظل حكومة محلية فدرالية, فلا يمكن أن تتحول إلى خطابات طائفية متشنجة لإنها (ببساطة) قضية داخلية بين أبناء مكون واحد ومنطقة واحدة. بالنتيجة ستبقى العلاقة بين الحكومة المركزية وشعب الأقليم (الأنبار) علاقة حميمة وسيكون المركز ملجئاً أخيراً بأعتباره يمثل سيادة الدولة.

الدولة المفقودة..!
الدولة, بإيجاز, تتكون من ثلاثةِ عناصر هي: (الشعب, والأرض, والسيادة أو السلطة)..هذه المكونات أو العناصر يجب أن تخضع لخصوصية جامعة, لتنتج الهوية الوطنية, والتي يشترك بها الجميع, وتكون بمثابة المظلة التي تخيّم على رؤوس القوم, مهما أختلفت مشاربهم؛ فيتشكّل خط أحمر, يُحظر عبوره أو تجاوزه, ومادونه يمارس الناس سنة الإختلاف بمساحة حرية تتيح للجميع إداء دوره الذي يعتقد به. 

الشعب, والأرض, والسيادة, ثلاثية لا غنى عنها في مفهوم الدولة؛ فالشعب يشترك بحد أدنى من الهموم, والأرض لجميع الشعب, والسلطة ممثلة للشعب ومسؤولة عن جميع الأرض. هل هذه المعادلة قائمة في العراق بشكله الرسمي اليوم؟!

الإختلال واضح, ولا يحتاج تعمّق وتفحّص لكشف حقيقة الترابط بين تلك العناصر؛ فالتفكك علامة جلية, والأحداث السياسية, وتداعيتها الأمنية اليومية, خير مرجع لإثبات غياب الدولة أو شبحيتها في العراق..لذا, فبحث سبل وآليات بناء الدولة وإكتمالها أهم من الجلوس والتخطيط الغير مجدي لكسر شبح الطائفية والإقتتال والتمزيق, طالما هو موجود أصلاً!..فعندما تتشابك الخيوط, يجب البدء بحلحلتها أولاً, لمسك الطرف المؤدي لمسيرة صحيحة. تبدأ بالقضاء على أسباب الإنهيارات المتولّدة من التطرف, والتطرف -كما ذكرنا- تتشكّل بيئته بموجب هواجس سياسية.

القضاء على التطرف..
من الأسباب أعلاه, يتضح أن لا حل إلا بفدرلة الدولة العراقية, وبشيء من الصراحة, فلا مبرر للسكوت عن صراخات الشعب الطامح بشهرٍ هادئ..سيما إن الخصوصية العراقية, تيسّر الحل الفدرالي؛ فالمكونات العراقية تتمتع بمناطق جغرافية تسمح لها بتشكيل تلك الفدراليات. علماً إن الفدرالية جوهر دستوري مهم. سيوفر أسباب تطور الدولة العراقية والقضاء على الأزمات القائمة. حيث ستكون الأرضية السياسية متميزة بما يلي:

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك