المقالات

ارفعوا من قاموسكم عفا الله عما سلف..

1293 2014-08-26

عفا الله عما سلف، يبدوا ان هذا الأمر اضحى يمزق النسيج الاجتماعي، ويهدد الوطن، والمواطن، ويشظي العراق الى قبائل، وجماعات متناحرة في ما بينها، ويلغي الروح الوطنية، والإنسانية، والأخلاقية.. 
ان كثير من المفاهيم الإسلامية، والإنسانية، قد استقلت بشكل خاطئ؛ وصارت تمارس على الشعوب بالمفهوم السياسي، الذي نراه اليوم(( كل حزباً بما لديهم فرحون))، وكثير من المفاهيم الإنسانية تقبل التفسير لوجهين، تارةً يقرئها عاقلاً متدبراً للأحداث، وتارةً اخرى يقرئها عديم الضمير، والإنسانية، ويسخرها حسب ما تصبو اليه مصلحته الشخصية.. 

نحن اليوم في العراق، قد وقعنا في كثير من الإشكالات، منذ سقوط النظام العفلقي الى يومنا هذا، واخذت هذه الأمور من أعمارنا عقداً من الزمن؛ جعلتنا نقبع تحت وطئت المفهوم الذي ذبحنا على النصب، وهو" عفا الله عما سلف"؛ فقد طبق هذا الأمر على شريحة كبيرة من ابناء الشعب العراقي دون اخرى، ارادت المرجعية الدينية في ذلك الحين عام 2003، ان تتخطى الماضي، وتبني عراقاً جديداً خالياً من العنف، والثارات العشائرية مع أولئك الثلة الباغية، وتقلب صفحة جديدة من اجل بناء المؤسسات، وإعادة المنظومة الأمنية، والسياسية بشكل جديد، وتحتوي الجميع بدون تمييز، او اقصى.. 
أستغل هذا المفهوم من بعض ساسة الصدفة" وكيكيه الفنادق الأوربية"، وتخطى جميع القوانين الدولية، والأعراف الإنسانية، والأخلاقية؛ وبدء يأخذ طابع كبير في نفوس المجتمع، ويتصدر الحديث في جميع المؤتمرات، والاتفاقات في الأروقة السياسية الداخلية، والخارجية، وهذا ما جعل العراق يلاك بين أنياب المصالح السياسية، والتأثيرات الدولية، والإقليمية على مدى اكثر من عقد؛ وسقطنا في كثير من المطبات الطائفية، والانهيارات الأمنية، واخرها احتلال اربع محافظات عراقية، وتهجير سكانها، وبيع نسائها، وذبح ابنائها، وتفجير مراقدها.. 

بدئنا نخوض غمار هذا الأمر الذي سئمنا من التحدث به، منذ ارسلت الحكومة العراقية بعد 2006 الإرهابيين السعوديين معززين مكرمين في طائرات مكيفة؛ بعد ان اكملوا جهادهم في العراق.!! وذبحوا، وهجروا الألاف، وجعلوا العراق افواج من الأرامل، والأيتام، والمشردين تحت بيوتات الصفيح، والقصب، واخراج عتاة المجرمين، والقتلى من السجون، والمعتقلات في صفقات تمت خلف الأبواب السياسية، وقصور الخضراء.. 

عفا الله عما سلف لا نريدها تطرق مسامعنا مره اخرى بعد 2014، ولا نسمح ان تمر علينا مرور الكرام، ولأبد ان نضع الأمور في نصابها، ونحاسب، ونعاقب من تسبب بقتلنا، وتهجيرنا، وذبح ابنائنا في سبايكر وغيرها؛ وخيانة جيشنا، وسبي نسائنا، وهدر اموالنا؛ وفساد مؤسساتنا، واحتلال محافظاتنا؛ فقد طفح الكيل، وسوف يكون ردنا قاسياً" كالذي انتزعت منه بين ليلةً، وضحاها"...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك