المقالات

مفاتيح الشرق.. بين شمعون ويعالون

1628 2014-08-26

أطل علينا بردائه الأسود, من بعض شاشات الفضائيات, يخطب في حشد من الناس, أحيط دخوله ألى مسجدِ في الموصل بسرية تامة, لم يعرف الناس من هو في بداية الأمر, ثم أفادت بعض الفضائيات أنه ما يعرف بالبغدادي, المسؤول عن مجاميع داعش الأرهابية, التي فاقت جرائمها جرائم الإبادة ألجماعية, التي وثقها التاريخ في العصر الحديث.
بينما منظمات الموت القادم من جوف الصحراء, تعيث فساداً في أرض الرافدين, أطل موشيه يعالون وزير الدفاع الصهيوني هو الآخر, يتحدث عن حربه الغبية, التي يشنها ضد العزل في قطاع غزة, فتحصد آلة القتل الصهيونية مئات الأرواح يومياً, وتقطع أجساد الأطفال الطرية الى أشلاء متناثرة, آلاف من المحاصرين داخل القطاع, والمستشفيات تعج بالجرحى, وثلاجات الموتى, لم تعد تتسع للمزيد من الشهداء, بينما تغرق شوارع القطاع المحاصر بالدم.
بعد فترة من أحداث المواصل, وآلة القتل الصهيونية التي تعمل ليل نهار دون توقف, أكدت بعض وسائل الأعلام, من الفضائيات والصحف الإلكترونية والورقية, أن ما يعرف بالبغدادي, هو يهودي الأصل يعرف بشمعون أيلوت, تم تدريبه على أعلى المستويات, ليتولى مهمة قيادة تلك المجاميع الإرهابية, لينفذ خطة الشرق الأوسط الجديد, وفق ما يشتهي سادة البيت الأبيض.
لم يستغرب أحدٌ ذلك الخبر, فالمشهد في غزة هو ذاته في محافظات العراق التي دخلتها مجاميع الموت, بل أن ما فعله البغدادي, أو أيلوت أو أياً كان أسمه, كان أكثر بشاعةً ما فعله اليهود بالغزاويين أنفسهم, فعلى الأقل لم يباع الناس, في المزاد العلني كأنهم بهائم, علناً في الشوارع, بل أنه الصهاينة, كانوا ولا زالوا يبيعون أعضاء الأسرى الفلسطينيين, من وراء الستار خوفاً من الرأي العام العالمي, بينما داعش وقياداتها يبيعون الناس علناً في وضح النهار.
أنه الشرق الجديد, الذي أراد له الصهاينة, أن يتشكل وفق رؤيتهم, وبدعمٍ ومساندة من سادتهم في البيت الأبيض, طبقاً لنظرية الفوضى الخلاقة, التي تعمل على تفكيك الجيوش الثلاث, الأكثر خطراً على سلامة إسرائيل في المنطقة العربية, وهذه الجيوش هي الجيش العراقي, والسوري والمصري, ثم تنتقل الى الجزء الآخر من الخطة, وهو تجزئة الدول العربية, إلى دويلات متناحرة تتصارع فيما بينها, وبذلك تحكم قبضتها على الشرق الأوسط الجديد, الذي سيقدم لهم مفاتيحه, شمعون, ويحرص على الأحتفاظ بها يعالون, بينما العرب يتفرجون!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك