المقالات

حين أعتلى الزناة المنابر

1968 2014-08-21

أم الربيعين, فقدت رونقها هذه المرة, ولم تحظَ حتى بلحظة واحدة من لحظات الربيع, الذي يطرز أرضها, في كل سنة بفراش من زهور, يمكن لمن يمر بقربها, أن يشم عطر زهورها الربيعية حتى قبل أن يدخلها, ويرى البساط الأخضر يكسو أرضها, لكن هذا العام, سرعان ما تخلت الموصل مجبرة, عن ثوبها الربيعي المعتاد, ليحل الخريف سريعاً, في أزقتها وشوارعها وبساتينها, فيكون خريفها هذه المرة أطول من ربيعها المعروف.
أفاق سكان الموصل على وجوه قبيحة, محملة بغبار الصحراء, وحقد دفين على العراق وأهله, حفنة من المأفونين المتعطشين للدماء, يشرعون على أهوائهم ويطلقون فتاوى ماسونية, بعيدة عن الكل الشرائع السماوية التي نادت بها السماء, التي أكدت على حرمة الدم, والعرض , والكرامة, والمال, والتعامل مع الأنسان بصفته قيمة عليا. مجاميع من الغوغاء الحفاة, تحركهم الغرائز, كالبهائم, وتقودهم الأطماع, والضغائن وسياسات أسيادهم القابعين, في الصحراء, بمشورة الأصنام في تل بيب.

عندما نشاهد صورهم, وممارساتهم, تعود بنا الأذهان الى التتار قديما, ومنظمات الهاغانا الصهيونية في العصر الحديث, فلم نسمع في شريعة سماوية, جاء بها أي نبي من ألانبياء ال 124 ألف, الذين أرسلوا ألى الناس من آدم الى الخاتم, (عليهم الصلاة والسلام جميعاً), تضمنت ما يعرف بجهاد النكاح! 
أنهم يمارسون الفواحش, ويبتكرون فتاوى تبرر لهم أنتهاك الأعراض, والقتل, النهب, ذاكرة التاريخ تزخر بصور الجيوش الغازية, التي تملأ الشوارع دماً وتستبيح الأعراض, الأموال, وتنكل بالأسرى, فبماذا تختلف مجاميع داعش ألارهابية عن من سبقهم من الغزاة والقتلة عبر التاريخ؟ وبماذا تختلف أفعالهم عن ممارسات منظمة الهاغانا الصهيونية, حين أستباحت الحرمات, في مخيمات صبرا وشاتيلا في فلسطين؟

ينصبون أنفسهم دعاة, فيرتقون المنابر, ويخطبون, وبنفس الوقت يقتلون ويريقون الدماء داخل المساجد, كما أراق أسلافهم دماء المسلمين, حين أمنوا بخاتم الرسل ( عليه وعلى آله الصلاة والسلام), فهم ينتمون لأجلاف الصحراء الذين حاربوا الرسالة الأسلامية, ونكلوا بالمسلمين, فأحتلوا مساكنهم, وأستباحوا دمائهم وأموالهم, فما أشبه اليوم بالأمس.
أن أفراد المنظمات الإرهابية, كداعش ومن لف لفها, ليسوا ألا قتلة زناة, يعتلون المنابر, فيدنسوها بنجاساتهم, ويريقون الدماء دون وجه حق, فما يعرف بجهاد النكاح في شريعتهم الماسونية, هو الزنا بعينه, وهم أحق بالجلد والرجم والمحاكمات والقصاص, من غيرهم من الأبرياء, ممن يعلقون ظلماً على المشانق, وعاجلاَ أم أجلاً سيوثق التاريخ جرائم داعش, ولسان حاله يقول ..هذا ما حدث حين أعتلى الزناة المنابر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
شاهد اميركا
2014-08-22
افعال الدواعش التي يرتكبوها اليوم بحق الابرياء صدقيني ياكاتبة المقاله لا تختلف عما كانت ترتكب بحق الابرياء بعهد المقبور ابن صبحة انتم اليوم مندهشين من هذه الاعمال والجرائم لانها صورت وترونه على الهواء في اكثر الاحيان مباشرة حيث لهم اعلام مجهزه وتبثها بصورة والصوت، لكن في عهد المقبور كانت تجرى في سراديب تحت قصور كان يمتلكه المقبوروتحت البحيرات وهذه الافلام انا رايت قسما منه والله اقسم بالله انهم فعلوا اعمالا باابنائنا لااستطيع حتى ان اذكره لان ينتابني الخوف والفزع.............هولاء كفرة لاتستطيع ان تقول انهم حيوانات لان الحيوان ارحم بكثير من هولاء المجرمين،..اين هم فدائي صدام هل تبخروا ام انهم مع الدواعش في ارتكاب هذه الجرائم.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك