المقالات

البعض يربا بنفسه عن إقتصاد سائب يفتح شهية المفسدين

1725 2014-08-20

الصحفي الكبير فخري كريم، في مقاله الافتتاحي: "من اين نبدأ مكافحة الفساد: من وضع اليد على الملفات المستورة التي روج لها طوال ولايتين" المنشور على الصفحة الاولى من جريدة "المدى" الغراء، يوم الثلاثاء 19 آب 2014، أجاد رَسمَ طريقٍ سهلة المفازات، تؤدي الى منجزات عظمى؛ لو أتبعها رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي، بدقة. 
شفيعه في تقديم النصح، للرجل الاول في المرحلة الراهنة، هو نقله احساس العراقيين "المبتلون بداء الفساد المستشري في دوائر الدولة ومؤسساتها.. حتى أخمص القدمين" يستبشرون خيرا بوعد العبادي واستجابته لمطلب المرجعية الدينية، بملاحقة الفساد، الذي استعرضه كريم بعقلية راجحة ونظرة تأملية متمعنة، تبدأ بالحيتان التي مولت قوائم نظير ضمان التستر على فضائحها المالية.. السابقة واللاحقة.. مرورا بكل فنون الفساد التي تفوق سريالية ما بعد السريالية، في العراق المبتلى بـ "حكومة ضد شعبها" منذ أسسته بريطانيا العام 1921 وشكلت جيشا لضرب شعبه.
ومن بين الخطوات الواجب على العبادي اتباعها، فتح ادراج مكتب رئيس الوزراء المنتهية ولايته.. نوري المالكي؛ للإطلاع على الملفات التي احتفظ بها (وهي مخالفة قانونية) كي يوظفها في ابتزاز غرمائه السياسيين، تاركا الشعب يتلظى بتبعاتها، وكثير من المشمولين بها، فلتوا من العقاب بسبب تواطئه وتحفظه عليها وعدم اطلاقها للقضاء.
ناهيك عن الفقرات التي بلغها فخري كريم بذكاء (نبيذي معتق) من حيث "التعاقد من الباطن" والناكلين عن انجاز مشاريع لم يحاسبوا عليها.
نظير هذا التشاؤم، على ارض الواقع، يجب ان نتفاءل بوجود عقليات نزيهة، تهدي الى سواء السبيل وتضيء عتمة النفس الأمارة بالسوء، مثل الاستاذ فخري كريم وكثيرين على شاكلته الرفيعة، وعلو جنابه الاصيل.. مناضلا مثقفا.. في السياسة والاعلام، نحتت كهوف كردستان في أضلاعه كهف شرف وعز نفخر ونحاجج به من يقصي المثقف الى برج عاجي موهوم.
بالمقابل.. ثمة انموذج استثنائي من رجال التجارة والمال والمشاريع، لم يغره انفلات الاقتصاد العراقي نهبا للفاسدين، في الاقدام على الاضرار بشعبه، على الرغم من المظالم التي احاطت به، وبرأته منها المحاكم المختصة، براءة خالصة لله والشعب.
فاضل الدباس تاجر وسياسي، عمل في كليهما، على التوازي.. طرديا، فحافظ على نزاهته برغم اللغط الذي يبتزه.. حثا على خطوات لم يقدم عليها.. ضغط خرافي (يستفسده) الا انه اعتصم بالنزاهة، ولفقوا له تهما تلوثه، برأته منها التحقيقات القضائية اجرائيا وميدانيا، بعد ان سيقت لها سمعته شفاها، فنده الواقع.
ناجح تجاريا وفالح سياسيا؛ إذ حقق ستة مقاعد، بشخصه، وهو بهذا يناظر حزبي "الاصلاح" و"الفضيلة" فردا لوحده، تساوى مع حزبين.. كل على حدة.
هل يحتاج رجل بهذا النفوذ الاخلاقي، ان يلتف لرصد مليون اضافي في حسابه المصرفي!؟ ومعاوية بن ابي سفيان يقول "لا يسرك غائبا من لايسرك شاهدا" وقد شهدنا من غياب الدباس سرورا لم نجد له صدى في حضور سواه من الساسة والتجار، طوال احد عشر عاما ما زلنا نقبض عليها كالجمر.. استنفد المالكي لوحده ثمانٍ منها، لعن خلالها "سنسفيل سنسفيل" الاعلام والسياسة والاقتصاد والامن.. شلل عيش.. ارهاب وعصابة داعش تهزم جيشا يستنزف اكثر من نصف ميزانية العراق.. جيش هرب امام افراد، واتضح ان وزارة الدفاع، طوال ولايتين للمالكي، لم تعنَ بغير صفقات طعام الجنود الفاسدة، والتسليح الذي لم يصل، والدورات التدريبية الوهمية.. خارج العراق، في مصر والاردن وامريكا وبريطانيا وفرنسا، تضم مئات الآلاف من الافراد، وكلها ترصد لها تخصيصات تفوق كلفتها الحقيقية اضعافا، من دون ان يكون لها وجود.. الحقيقة الوحيدة، هي ان الجيش هش، هزم قبل النفخ في الابواق.. جنود فضائيون، يتقاضى الضباط رواتبهم "فلا خبر جاء ولا وحي نزل".
أيهما اطول باعا واضعف جلدا؟ تاجر نزيه وسياسي ناجح، ام مسؤولون تسلطوا على الدولة، فأحالوها خلال عقد من السنوات، الى خراب فاق ثلاثة عقود من جور البعث وطاغيته المقبور صدام حسين.
نزل الدباس بكرمه الى الشارع، بريئا من تهمة "اجهزة كشف المتفجرات الفاسدة" بينما علق السياسيون في مناصبهم، يوظفونها بخدمة ذواتهم ولا يؤدون المهمة المرجوة منهم عبرها.
اذن "دعه يعمل دعه يمر" الشعار الذي فعّله ابراهام لنكولن، العام 1864، في ايقاف امريكا على قدميها اللتين تهاويتا إثر الحرب الاهلية؛ لذا فلندع النزيهين يمرون ونمر معم، بثقة، تنقلنا من عهد ضروس الى رخاء الترفه بثرواتنا، بعد حروب ومعتقلات صدام وارهاب وفساد المالكي.
والدباس ومن هو على وتيرة وطنيته.. صديقي وصديق الشعب، تشده وطنيته الكريمة، للأخلاص فتبينوا عسى ان تصيبوا قوما بجهالة.. بل اتمنى ان نبحث بايرة عن نزيه نساعده في الاستقواء على النفس الامارة بالسوء، وسط اقتصاد سائب يشجع على السرقة

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ام الشهداء اميركا
2014-08-20
العر اق لن ولم ينعدل حاله ابدا ابداً لو انطبقت السماء على الارض حيث الفساد والمفسدين تعشعشو في زوايا البلاد ، الفساد ابتدأ من الساسة الذين تربعوا على المناصب او المغانم وهم اصل دخلوا العراق للسرقة الثروة لاغير لم يكن بينهم شريفا او حريصا يقف امام الفساد الكل اشتركوا وبقوا صامتين لانهم الكل يغرف ويغرف دون التوقف وحتى هذه الدقيقة التي كتبت التعليق هناك سرقات اهلكت الميزانية وارجع البلد الى القرون الوسطى والظلام، العراق اذا رب العالمين انزل نبي واللّه يقتلوه لان العراقيين تغيرت اخلاقهم او بات اخلاقهم الحقيقية والتي نحن كنا غافلين عنهم الحمد لله الذين اخرجنا من العراق ولو دفعنا ثمنا كبيرا....
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك