المقالات

على مشارف تشكيل الحكومة الجديدة

1288 2014-08-19

كل القوى السياسية الوطنية العراقية راهنت ومنذ اللحظة الأولى لاختيارها طريق النضال وبكل تفرعاته للوقوف بوجه السلطة المستبدة. وصممت على إسقاطها وإن كلفتها تضحيات جساما، وكان لها ما أرادت، وزادها عزيمة وإرادة التفاف جماهيرها حولها- راهنت وأصرّت على نجاح العملية السياسية في بناء عراق ديمقراطي. وتجسد هذا الرهان عندما تماسكت هذه القوى ومدت الجسور بين بعضها والبعض الآخر في ظرف مشحون بالتوتر والإنفجار حيث تبلور النموذج السياسي الذي ينبغي ان يحكم المعادلة السياسية والإدارية في بلد ضربته الأنظمة الشمولية عدة عقود سود. وأفقدته أبسط ملامح الديمقراطية وأنست شعبه الحرية بكل ما لها من مفردات ومناخات لا سيما خلال فترة المد الصدّامي الجائر الذي تفرّد عن كل الدكتاتوريات في العالم بنمطه المتوحش الذي لا يمت للسياسة بصلة ولا يتقن غير أساليب القتل والإبادة الجماعية وتصفيات الخصوم حتى وإن كانوا ضمن حزبه الذي تهاوى وانكمش في منظمة سرية ضربت البلد وعاثت في شعبه فساداً. فأمام هذا الطوفان المدمر، وهذه الهجمة الشرسة التي أعادت العراق الى القرون الوسطى كان لا بد من وجود قوى قادرة على التصدي لكل الإرهاصات التي لا بد ان تتمخض عن سقوط السلطة الصدامية التي نزت على الحكم وتسلطت على رقاب العراقيين في هفوة من هفوات الزمان.ولا بد ان تحل محلها دولة الحرية والديمقراطية والدستور التي تليق ببلد ثري بكل مقومات الحضارة، وبشعب عريق معطاء. وهكذا سارت عملية التغيير بخطوات ثابتة وثابة متحدية، فحققت ثلاث تجارب إنتخابية كانت محط إعجاب العالم وذهول القوى المعادية من حيث النتائج والتنظيم وقصر الفترة الزمنية، حيث أسقط في يد القوى المعادية للتجربة الريادية الجديدة والتي لم تستطع إستيعاب الواقع وتقدير حجم هذه المتغيرات وبهذه السرعة فرأت فيها شعاعاً أعمى بصرها وبصيرتها التي اعتادت الظلام الذي يصاحب كل مراحل حياتها.

العراقيون- بصبر نافذ- ينتظرون الايام المقبلة لتشكيل حكومة وطنية هدفها الوحيد خدمة العراق والعراقيين، لا تنحني أمام رغبات المصالح ولا تنثني تحت الضغوط والمجاملات.. ولا تخشى في خدمة هذا البلد لومة لائم ولا تحذر تهديدات الإرهاب ومَن ورائه.

العراقيون هم أصحاب الرأي والكلمة الأولى والأخيرة لهم وهم من يحسب حسابه وترجى مؤازرته، فوفاءاً لهذا الشعب المعطاء، وحفاظاً على مكتسبات صنعتها أنهار من دمائه، وأشلاء من أجساده المتناثرة، وصوناً لمستقبل أجياله وتثبيتاً لحقوق مصادرة وانتشالاً لطبقات مسحوقة وحتى يأخذ العراق مكانته اللائقة.. لأجل هذا كله يتوجب ويتحتم على المسؤولين إستنفار جهودهم وطاقاتهم مع نكران للذات والإسراع بلملمة الجراح وبناء ما تهدّم وإصلاح ما تخرّب وهذا لا يتم إلا بصلاح ما تخرب في السنين السابقة . وعلى جناح السرعة.
أعطى العراقيون كل ما عندهم، وعملوا أكثر ما مطلوب منهم، فاعطوهم بعضاً مما عندكم واثبتوا للعالم أنكم عند حسن ظن شعبكم وبحجم الأمانة التي وضعت في أعناقكم وبمستوى المسؤولية التي تعهدت بحملها أكتافكم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك