المقالات

مواطن زوجي، وآخر فردي!..

1404 2014-08-17

قبل مدة من الزمن استحدثت مديرية المرور قرار مثير للجدل ألا وهو الفردي والزوجي، لقدم شوارع العاصمة و إكتضاضها بالمركبات، ولعدم القدرة على إعادة تصميم بغداد لتواكب التطور الحاصل في دول العالم، ولتأخذ مكانتها كعاصمة لبلد عريق كالعراق، بسبب الوضع الأمني والفساد الإداري والمالي المستشري بدوائر الدولة، ولكون المواطن هو الحلقة الأسهل لألقاء اللوم عليه، حيث سبب الزحام هو كثرة خروج المواطنين للشوارع، وأزمة الكهرباء الإستهلاك المتزايد للمواطن ،والإرهاب تواطئ بعض المواطنين ووقوف البقية في موضع الإنفجار!
المصيبة أن هذا القرار أصبح بدعة لبقية الدوائر والمؤسسات الحكومية،فبعد المركبات طبق على المواطنين أنفسهم! لإختناق الدوائر والمؤسسات الحكومية بالمراجعين، لأخطاء إدارية عديدة عملت على زيادة حلقات الروتين، وبدل إيجاد حلول مناسبة لهذه المشاكل مثل إعتماد مشروع الحوكمة الالكترونية الذي ضاع هو الآخر في غياهب الروتين العراقي، قامت هذه المؤسسات بإعتماد هذا المبدأ كدائرة الجنسية التي قسمت المواطنين إلى فردي وزوجي، او فضلت بقية الدوائر تقسيم مراجعات المواطنين حسب مناطق سكنه، مثل شهادة الجنسية والجوازات، طبعا دون علم مسبق منهم بالكثافة السكانية لكل منطقة وهذا أدى إلى إكتضاض دوائرهم بأيام معينة، وخلوها من المراجعين تقريبا في أيام أخرى.
أما بالنسبة للمواطن فأجراء أي معاملة أصبح هما ما بعده هم، فهو يحتاج إلى الذهاب أولا للدائرة للتأكد من جدوله، حتى وأن كان قادما من محافظة أخرى، ومن ثم يعود ليراجع في اليوم المحدد له، وأن كان في معاملته نقص يستوجب مراجعته دائرة اخرى فسيفاجئ بأن جدول الدائرة الاخرى مختلف! 
في واقع الامر أن هذا الروتين القاتل، الذي ينفرد به العراق عن باقي الدول هو في الحقيقة تشجيع للفساد وهدر للمال العام، فلكون إجراءات إنجاز اي معاملة مزعجة وتستغرق وقتا طويلا، ستجعل المواطن يفكر في الحل الأسهل لإنجاز المعاملة،وذلك بالتأثير على الموظف المسؤول عن المعاملة، كما أن أغلب المواطنين هم في واقع الأمر موظفين في دوائر أخرى، فأخذهم إجازات طويلة لغرض إنجاز معاملاتهم سيكلف ميزانية الدولة مبالغ هائلة، وسيعرقل إنسيابية العمل في هذه الدوائر. 
يجب على الحكومة التفكير جديا في إيجاد الحلول المناسبة بدل خلق العراقيل، ولا مانع من الإستفادة من تجارب الدول الأخرى خاصة في الجانب الإداري، أما اذا سرنا على هذا المنوال فأنصح بتبديل أسمائنا بأرقام، وتحديد أيام معينة لخروج المواطنين حسب أرقامهم (فردي وزوجي)، ومن يخالف فسيعاقب أشد عقوبة وهو أن يحذف رقمه ويبدل بصفر، فلا يحق له الخروج لا بأيام الفردي ولا الزوجي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك