المقالات

رأيٌ في حملة (النازحون مسؤوليتنا)

1395 00:21:46 2014-08-03

أطلقت شبكة الاعلام العراقي، الاسبوع الماضي، الحملة الوطنية لإغاثة النازحين، تحت شعار (النازحون مسؤوليتنا).
الزميل عدنان ابو زيد، نشر ريبورتاجا عن الحملة المذكورة في صحيفة (الصباح) البغدادية والمركز الخبري للشبكة، تضمن مشاركتي التالية: 
ان إغاثة الملهوف مسؤولية إنسانية ودينية ووطنية، لا تنحصر بمؤسسات الدولة فقط، وإنما بكل واحد من المواطنين، ومن كلٍّ حسب قدرته واستطاعته، فالنازحون الذي تعرضوا للظلم والاضطهاد والتهجير وخسارة أموالهم المنقولة وغير المنقولة على يد العصابات الإرهابية التي عاثت في الارض فسادا، فاهلكت الحرث والنسل، ودمرت التاريخ والحضارة والمدنية، يستحقون وقفة وطنية لاغاثتهم ورعايتهم ومداراتهم من قبل كل العراقيين، حكومة وشعبا ومؤسسات مجتمع مدني وبكل العناوين الوطنية الاخرى، بغض النظر عن دينهم ومذهبهم واثنيتهم، فالارهاب لم يميّز في جرائمه بين مواطن وآخر ولا بين منطقة واخرى، فكيف يجيز البعض لأنفسهم التمييز بين النازحين على اساس الهوية؟ فالتمييز في هذه الحالة يُعد جريمة لا تقل خطورتها عن جريمة الإرهاب نفسه الذي تسبب بمعاناة هؤلاء النازحين، الذين اقتلعهم الارهابيون من ارضهم ظلما وعدوانا.
أهيب بكل مواطن عراقي ان يساهم في هذه الحملة الوطنية لإغاثة النازحين المظلومين، وبذل كل الجهد الممكن من اجل تقديم يد العون لهم، ليشعروا بان العراقيين لازالوا اهل نخوة وحمية، وان مثل توادّهم وتراحمهم كمثل الجسد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسّهر والحمى، على حد قول رسول الله (ص).
لتكن هذه الحملة فرصة ذهبية لكل العراقيين من اجل تكريس مبدأ التكافل الاجتماعي بأبهى صوره، ففي الحديث الشريف عن رسول الله (ص) {ارحم من في الارض يرحمك من في السماء} وهل هناك اليوم في العراق اكثر من النازحين يحتاجون الى وقفة رحمة وتواد؟.
ان على كل العراقيين توظيف الظرف العصيب الذي تمر به البلاد على يد عصابات الارهابيين للعمل على تكريس وتعميق ظاهرة التعاون والتآلف والتوادد بين أبناء المجتمع، فالارهاب وعصاباته زائلة من العراق باذن الله، فالحذر الحذر من ان يبقى اي شيء من آثاره، خاصة الاثار الاجتماعية التي يستهدفها الإرهاب بجرائمه، كتمزيق المجتمع من خلال اثارة النعرات الدينية والمذهبية والإثنية والمناطقية وغيرها، والتي لا يقل خطرها عن الإرهاب نفسه.
لتكن حملة إغاثة النازحين فرصة لإعادة اللحمة الى المجتمع العراقي، ولاظهار التلاحم والتعايش المجتمعي، واحترامنا للتنوع المنصهر في الوطن الواحد، خاصة مع شعبنا المسيحي، ليشعر بانه جزء لا يتجزّأ من هذا الوطن ومن هذا الشعب، ومن هذا التاريخ والحضارة والمدنية التي ساهم في صناعتها جنبا الى جنب بقية أبناء هذا الوطن، ولنثبت للعالم بان العراقيين لا يتنكرون لأي دور ساهم في صناعة تاريخهم ومن ايٍ كان، بغض النظر عن الانتماء، فالانتماء للوطن هو القاسم المشترك بين كل العراقيين، فهو الجامع المانع الأكبر والاوسع والأعمق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك