المقالات

العودة إلى مربع 2003..!

1556 2014-08-01

بعد ثبوت الخيانات المرافقة للعمليات العسكرية, نتيجة الخرق الكبير للمؤسسة الأمنية والعسكرية, إضافة إلى جانب آخر, يفوق القوة العسكرية بكثير؛ ذلك المرتبط بطبيعة القوى الإرهابية, وكمها وشكلها, وحواضنها الإجتماعية والجغرافية..المجتمع السني, يقاتل إلى جانب داعش, وهذه حقيقة علينا التفكير بها جدياً وحساب أبعادها وتأثيراتها في المعركة, الطبيعة الجغرافية للمناطق السنية (الحاضنة) الرئيسية للإرهاب, والمورد البشري الأهم لتلك القوى الظلامية, حيث تتمتع مناطقهم بكثافة الأشجار والترابط مع بعضها..
لكن, ورغم تكاتف السنة مع داعش, وإعتبارهم جزءً من المكون السني, ومنقذاً من الدولة (الصفوية), إلا إن نسبة الدواعش قليلة, مقارنة بالعشائر التي تسند وتدعم الإرهاب بكل وضوح وصراحة.

داعش, منظمة إجرامية, لا يمكنها التعايش مع أي مجمتع بشري, يرغب بالعيش السوي, بغض النظر عن الحقد الطائفي الموروث الذي يملئ ذلك المجتمع؛ وبعد تفجير ضريح النبي يونس (ع) في الموصل, بدأت حركة سنية مناهضة لداعش, لكنها لا توالي أو تتفق مع الدولة العراقية, التي صار السني ينظر إليها بعنوان عدوه الأول..تصرفات داعش, أبدلت المواقع, فصار تنظيم الدولة الإجرامية, هو العدو الأول للكثير من السنة.

هذا التطور في المواقف, مهم, ولعله يشكل فرصة ثمينة للشيعة بشكل خاص, ولعموم الدولة العراقية؛ إذا ما تم إستثماره على نحوٍ حسن, وهنا يجب أن يبرز دور العمل السياسي الذكي, وبطريقة براغماتية, قادرة على صنع إنتصارت ونتائج باهرة للمجتمع الشيعي, وتعيد تثبيت ركائز الدولة العراقية المتزعزعة, ولعل أهم نتيجة نجنيها؛ تجنّب المزيد من الدماء الطاهرة الملبية لنداء المرجعية, فضلاً عن توفير موارد الدولة, وخلق شرخ في حواضن الإرهاب, يأتي عبر تشجيع الفصائل السنية على قتال داعش, وإعطائهم مطالبهم المشروعة..ثم الشروع بترتيب الوضع الشيعي وتقويته, وتجهيزه بكافة المقومات اللازمة لحماية الدولة, والمناطق المقدسة التي تقع خارج الوسط والجنوب..

يبدو إن الأحمق أيامه معدودة, وبهذا يستطيع اللاعب الشيعي, حفظ ما تبقى من هيبة الدولة, لن يكون ذلك اللاعب رئيس حكومة, أو مسؤول؛ إنما المرجعية الرشيدة والتيارات الأصيلة المؤسسة للعملية السياسية, والقوى الأخرى التي تؤمن بالعمل السياسي الحقيقي كحل للمشاكل, وليست تلك التي تعتمد على الخطاب الإعلامي للكسب الإنتخابي.

أعتقادي إن إنتظار إكمال هذه المرحلة, يشكل خطر كبير على الشيعة والعراق بشكل عام, لذا على قوانا السياسية المخلصة, العودة للمربع التفاوضي الأول (2003), دون الإلتفات للإحجام الإنتخابية, وإنهاء هذه المرحلة التي تمثل مرض يهدد كيان الدولة بتجربتها الديمقراطية الفتية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك