المقالات

دعونا نزرع..ولكن ليس زرعا خبيثا!..

901 05:17:47 2014-07-24

يندر أن تجد بلدا يتكون من لون واحد, قوميا أو دينيا أو طائفيا. نتيجة للهجرات و الحروب والاستعمار, قديمها وحديثها, تغير تكوين معظم الشعوب, فصارت خليطا من القوميات والأديان والمذاهب, بل واختلفت داخل هذه التفصيلات. معظم الشعوب, مرت بتجارب سيئة من التناحر, ومحاولة التغلب على بعضها, وفرض السيطرة..بعض هذه المحاولات كانت دموية حد الإبادة, وكما حصل مع الهنود الحمر, أو التوتسي, وغيرهم.
بعض هذه الشعوب نجح في صياغة تفاهمات للتعايش السلمي الناجح, وهذا حفظ وحدة وطنهم, مع تمتع كل مجموعة بخصوصيتها, قومية كانت أو دينية أو مذهبية.

قليلا ما نجد بلدا مثل العراق, تعرض لهجرات, ومحاولات احتلال, أو كان أرضا لمعارك الآخرين.. ذلك أدى لان يكون شعبه خليطا من القوميات والأديان, حتى استقر أخيرا على غالبية مسلمة تتميز بخليط قومي, عربي كردي تركماني, وخليط مذهبي شيعي سني, يشكلون ما تفوق نسبته "95%", وأقليات مسيحية وأشورية وشبكية وأيزيدية وصابئية وغيرها.

هذا التنوع لم يخل من مشاكل غالبيتها لم تكن اجتماعية, لكنها وبشكل مؤسف تغلغلت تدريجيا للنفوس, ,فأصبحت جزءا مفروضا من الشخصيات الاجتماعية لتلك المجموعات, ولنكن موضوعيين فان المشكلة ليست حديثة أو طارئة, لكنها لم تكن معلنة..ومعتم عليها بقوة, ربما لعدم اهتمام أطراف بإعلانها, وسيطرة طرف حاكم منها بشكل مطلق, وسكوت الآخرين أو انتفاعهم.

بعد سقوط نظام حكم البعث عام2003, ظهرت كل المشاكل والحساسيات المخفية على السطح, وساعد على ذلك تغيير طبيعة نظام الحكم, وتضرر مجموعات صغيرة ومن لون معين كانت متنفذة, وممسكة بزمام الحكم في البلد, وأخطاء كارثية من مجموعات اخرى تسلمت الحكم الجديد.

يمكن بسهولة ملاحظة, أن هناك من يحاول أن ينقل التنافس بين ساسة كل طرف, وتناحرهم على المناصب, إلى مستوى اجتماعي, وعلى شكل كره وحقد خطيرين, فصار المواطن العادي, وبشكل لاشعوري, يبني في داخلة فكرة سلبية عن الطرف المقابل..وان لم يكن يصدقها سابقا, أو يفكر بها؟!.
صحيح أن هناك قتل وتشريد للشيعة بالخصوص وحواضن سنية للإرهاب, وصحيح أن هناك انتهازية سياسية كردية واضحة, لكن من الصحيح أيضا أن نقر أن هناك أخطاء في التعامل مع السنة والكرد من طرف الساسة الشيعة.
الوطنية والتعايش, وغيرها من الضرورات الاجتماعية, تزرع ويعاد بنائها في المجتمعات, من خلال برامج ترعاها الدولة, وتخصص لها ميزانيات معتد بها, للوصول إلى السلم الاجتماعي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك