المقالات

دعونا نزرع..ولكن ليس زرعا خبيثا!..


يندر أن تجد بلدا يتكون من لون واحد, قوميا أو دينيا أو طائفيا. نتيجة للهجرات و الحروب والاستعمار, قديمها وحديثها, تغير تكوين معظم الشعوب, فصارت خليطا من القوميات والأديان والمذاهب, بل واختلفت داخل هذه التفصيلات. معظم الشعوب, مرت بتجارب سيئة من التناحر, ومحاولة التغلب على بعضها, وفرض السيطرة..بعض هذه المحاولات كانت دموية حد الإبادة, وكما حصل مع الهنود الحمر, أو التوتسي, وغيرهم.
بعض هذه الشعوب نجح في صياغة تفاهمات للتعايش السلمي الناجح, وهذا حفظ وحدة وطنهم, مع تمتع كل مجموعة بخصوصيتها, قومية كانت أو دينية أو مذهبية.

قليلا ما نجد بلدا مثل العراق, تعرض لهجرات, ومحاولات احتلال, أو كان أرضا لمعارك الآخرين.. ذلك أدى لان يكون شعبه خليطا من القوميات والأديان, حتى استقر أخيرا على غالبية مسلمة تتميز بخليط قومي, عربي كردي تركماني, وخليط مذهبي شيعي سني, يشكلون ما تفوق نسبته "95%", وأقليات مسيحية وأشورية وشبكية وأيزيدية وصابئية وغيرها.

هذا التنوع لم يخل من مشاكل غالبيتها لم تكن اجتماعية, لكنها وبشكل مؤسف تغلغلت تدريجيا للنفوس, ,فأصبحت جزءا مفروضا من الشخصيات الاجتماعية لتلك المجموعات, ولنكن موضوعيين فان المشكلة ليست حديثة أو طارئة, لكنها لم تكن معلنة..ومعتم عليها بقوة, ربما لعدم اهتمام أطراف بإعلانها, وسيطرة طرف حاكم منها بشكل مطلق, وسكوت الآخرين أو انتفاعهم.

بعد سقوط نظام حكم البعث عام2003, ظهرت كل المشاكل والحساسيات المخفية على السطح, وساعد على ذلك تغيير طبيعة نظام الحكم, وتضرر مجموعات صغيرة ومن لون معين كانت متنفذة, وممسكة بزمام الحكم في البلد, وأخطاء كارثية من مجموعات اخرى تسلمت الحكم الجديد.

يمكن بسهولة ملاحظة, أن هناك من يحاول أن ينقل التنافس بين ساسة كل طرف, وتناحرهم على المناصب, إلى مستوى اجتماعي, وعلى شكل كره وحقد خطيرين, فصار المواطن العادي, وبشكل لاشعوري, يبني في داخلة فكرة سلبية عن الطرف المقابل..وان لم يكن يصدقها سابقا, أو يفكر بها؟!.
صحيح أن هناك قتل وتشريد للشيعة بالخصوص وحواضن سنية للإرهاب, وصحيح أن هناك انتهازية سياسية كردية واضحة, لكن من الصحيح أيضا أن نقر أن هناك أخطاء في التعامل مع السنة والكرد من طرف الساسة الشيعة.
الوطنية والتعايش, وغيرها من الضرورات الاجتماعية, تزرع ويعاد بنائها في المجتمعات, من خلال برامج ترعاها الدولة, وتخصص لها ميزانيات معتد بها, للوصول إلى السلم الاجتماعي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك