المقالات

الطائفية والدستور .. والضربة القاضية

1340 02:11:00 2014-07-19

جواد العطار

جلسة مجلس النواب الثالثة التي انعقدت يوم الثلاثاء 15 تموز الماضي ، لم تكن جلسة عادية لانتخاب رئيس مجلس النواب ونائبيه وفق نظام المحاصصة المطبق بين الكتل السياسية الفائزة في الانتخابات.. بل كانت فرصة للتغيير ومحاولة جادة لاطلاق افكار جديدة تسعى لاختراق نظام عقيم مطبق منذ اكثر من عشر سنوات .. وما زال .
في هذه الجلسة فقط وليس بغيرها شعرنا لاول مرة بفعل حقيقي يواجه وباء المحاصصة الذي لم يعد سياسيينا يحتكمون او يعرفون غيره ، فما توقعت الكتل السياسية وفقا لبرنامجها الذي رسمته في اجتماعاتها المسائية خارج قبة البرلمان وبالتعاون والتنسيق مع رئيس السن الذي بدا ضعيفا ورهن امر تلك الكتل وصقورها الذين لم يغادروا المقاعد المواجهة للمنصة طيلة جلستين (وهو امر لا يحدث الا نادرا او مرة واحدة فقط في بداية الدورات البرلمانية ، وهو ليس بروتوكوليا كما يعتقد البعض بل هو لحرص قيادات تلك الكتل على ضمان تنفيذ اتفاقات المحاصصة المبرمة فيما بينها) .
وبالفعل رشحت الكتل من اتفقت عليه مطمئنة انه سينال الأغلبية اللازمة لتبوأ المنصب المطلوب دون منافس ، فالرئيس متفق عليه ومعد مسبقا ليكون سليم الجبوري من اتحاد القوى الوطنية ، والنائب الاول للرئيس من التحالف الوطني وتم الاتفاق عليه في الساعات الاخيرة من ليلة الاثنين السابقة للجلسة ليكون حيدر العبادي من دولة القانون والنائب الثاني آرام شيخ محمد من كتلة تغيير وهو ما ترشح من اتفاقات الكتل الكردستانية. 

لكن رياح المحاصصة لم تسر هذه المرة بما تشتهي الكتل المحاصصاتية ، فقد انبرت النائبة شروق العبايجي من التحالف المدني لتطرح نفسها مرشحة امام سليم الجبوري منافسة له على رئاسة البرلمان ووقف الدكتور احمد الجلبي ندا ديمقراطيا للنائب الاول للرئيس وهو من نفس كتلته اضافة الى فارس جيجو من التحالف المدني ، وان كان الامر طبيعيا في الممارسة الديمقراطية للنظم البرلمانية ، الا انه شكل تحديا سياسيا غير طبيعيا في جانبين:

الاول - ظهور رفض عملي للمحاصصة من داخل قبة البرلمان ليكشف زيف الشعارات التي تعالت طوال اعوام وهي ترفض هذا النظام في الاعلام وتطبقه في البرلمان.

الثاني - احياء الامل في القضاء على نظام المحاصصة المدمر في مستويات اخرى ، بدأها مستقلون بالامس في الترشيح لرئاسة الجمهورية .. ونتمنى ان تطبق على كافة المستويات الوزارية والمناصب القيادية الامنية بالذات؛ والادارية لانها كفيلة بحل الكثير من مشاكلنا الحالية.

وان كنا نبالغ في وصفنا للجلسة او تقدير النتائج التي ظهرت عليها ، فان ذلك لا يلغي ان الامور العظيمة لا تبدأ الا من انطلاقات صغيرة ... ولذلك نتمنى ان تكون هذه البداية انطلاقة حقيقية وتشجيع لكل القوى الرافضة لنظام المحاصصة بكل أشكالها وبداية للتفكير الجدي باعادة النظر بالكثير من فقرات الدستور المؤطرة لها ، لكن هذه المرة بوضوح اكثر وشجاعة اكبر في قراءة الحقائق والاستفادة من التجربة الحالية والماضية في القضاء على المحاصصة الطائفية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك