المقالات

مستقبل العراق وعامل الوقت

1658 01:51:15 2014-07-11

عبدالله الجيزاني

عندما تكون الصورة واضحة توفر على المتابع الكثير من البحث والجدال والنقاش، إلا مع متعصب أو طامع أو جاهل، والحديث مع هؤلاء كالهواء في الشبك، لا يعود على المرء بشيء، بل ربما زيادة في الإثم لا غير. 

العراق معروف بأنه بلد مكونات مختلفة، ومعروف أن هذا البلد على مر تاريخه، لم يشهد استقرار في ظل تهميش أي مكون من مكوناته، إذن الحل يكمن في مشاركة جميع المكونات في قرار هذا البلد، أيا كان هذا القرار سياسي أو اقتصادي أو امني، وكل من حاول القفز على هذه الحقيقة ذاق مرارة نتائجها، والتاريخ شاهد على كل هذا. 

وبعد حقبة البعث ألصدامي، التي نال خلالها الشعب العراقي بكل مكوناته، وبنسب متفاوتة الويل والثبور تحت حكمه، للسبب الأنف ذكره. 
جاء التغيير وطرحت القوى الوطنية المعارضة، وبدفع وتشجيع المرجعية، موضوع المشاركة الوطنية بين كل مكونات الشعب العراقي، من خلال ممثليها المؤمنين بالعراق الجديد، واليات الديمقراطية التي تم اتفاق الشركاء عليها، ومرت السنوات الأول في ظل وجود قيادات امتلكت الحكمة والقدرة، على تسيير سفينة العراق، كالسيد عبد العزيز الحكيم والرئيس جلال الطالباني، وتم وضع حجر الأساس، ورسم خارطة طريق لو قيض لها أن تنفذ لكانت الأحوال أفضل بكثير من الآن، لكن غياب السيد الحكيم، وتغييب الرئيس جلال الطالباني في تشكيل حكومة تصريف الأعمال الحالية. 
فتح أبواب جهنم على العراق، واخذ الشرخ بين مكوناته يتسع، في ظل ساسة لا ينظرون ابعد من أنوفهم، وفي أحسن الأحوال أحزابهم ومكوناتهم، ليصل الحال إلى ما هو عليه ألان، أكثر من ثلث البلد بيد العصابات الإجرامية، والمعارك تحتدم في معظم مناطق العراق الغربية والشمالية ومحيط بغداد، الدماء تسفك، مئات الألوف مهجرين يبحثون عن مأوى مفقود، العملية السياسية تتجمد، والخلافات على أوجها بين الكتل السياسية، والبلد مهدد بالتقسيم، ولا يوجد أي ضوء لا في نهاية النفق، ولا بدايته، إلا بقرار جريء من قبل كتل وطنية تنتمي للأغلبية السكانية في العراق، وهما كتلتي المواطن والأحرار. 

حيث أن المرجعية العليا طالبت بتشكيل حكومة تنال رضا الفضاء الوطني، ويبدوا أن الحل يكمن في تشكيل هكذا حكومة، وان مكونات الطيف العراقي الأخرى، كلها تطالب بدور واضح ومحوري للأحرار والمواطن، مع إصرار وزهد من قبل دولة القانون والمالكي بالتحالف الوطني، والتعامل معه على أساس كونه أكثرية برلمانية عددية لا قيمة لها، إلا بتمرير ولاية ثالثة للمالكي، بعدها ينتهي دوره كما حصل معه في الدورة البرلمانية السابقة.
إذن الحل واضح وجاهز ويتناغم مع رأي المرجعية، وهو تشكيل أغلبية من الكورد والسنة والتيار المدني، إضافة للأحرار والمواطن ومن يرغب من دولة القانون، وتشكيل الحكومة لتدارك ما يمكن تداركه من العراق، خاصة وان ولايتي السيد المالكي لم تحقق أي انجاز، لا للبلد ولا للشيعة ولا حتى لحزب الدعوة. 

لذا لا يوجد مبرر للتعطيل، خاصة وان السيد المالكي معروف باللعب على عامل الوقت، لغرض عقد الصفقات والمساومات بغض النظر عن النتائج، وما يناله العراق وأهله من تلك الصفقات، فهل ننتظر قرار جريء يعيد بريق الأمل لبلد كل ما فيه يحتضر...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك