المقالات

المرجعية ترفض الولاية الثالثة

1756 2014-07-06

بقلم : قاسم محمد الخفاجي

لا يخفى على الجميع إن المرجعية الدينية العليا المتمثلة بسماحة السيد علي السيستاني التي أفتت بـ (الجهاد الكفائي) لم تكن لسواد عيون المالكي وحكومته الفاشلة ، بل ما حصل من انتكاسة أمنية وسياسية كانت نتيجة لسياسة المالكي ، فالمرجعية عندما شخصت الخطر الكبير المحدق بالعراق ، أطلقت فتواها التي كانت إنقاذا للعراق من الإرهابيين والسياسيين غير الوطنيين ، وقد كان لهذه الفتوى التأثير الكبير على الواقع الأمني والسياسي ، وقلب المعادلة لصالح الوطن والمواطن ، ولا يمكن لأي متابع للشأن العراقي أن ينكر ذلك .
والمرجعية الدينية كما عهدناها لا تترك الحبل على الغارب ، فهي تتحرك وتحرك جمهورها ، إذا ما شعرت إن الأمر والوضع يتطلب ذلك ، والشواهد كثيرة على ذلك.

طالبت طالبت المرجعية الدينية العليا على لسان ممثلها في كربلاء السيد احمد الصافي في خطبة الجمعة بتاريخ (5/ رمضان / 1435 هـ ) الموافق (4/ تموز / 2014م) السياسيين بالاسراع بتشكيل حكومة تحضى بقبول واسع .

وإذا ما قرأنا مابين السطور لدعوة المرجعية وطلبها ، فإننا نجزم بأنها تقصد إن المالكي الذي هو مرفوض من جميع الكتل السياسية و لايحضى بالقبول الواسع إلا من كتلته (ائتلاف دولة القانون ) لم يعد المالكي هو المرشح للرئاسة الحكومة ، وان كان الفائز الأكبر في الانتخابات ، فالمرجعية لا تريد شخص يزيد من مشاكل العراق ، وقامت بالتلويح والتلميح إلى اختيار بديل عن المالكي ، وبذلك رمت الكرة في ملعب التحالف الوطني وربما بملعب الائتلاف الوطني بايجاد بديل يتمتع بمقبولية واسعة بين الكتل السياسية ، خصوصاً و إن القوى السياسية تعارض الولاية الثالثة للمالكي ، كالائتلاف الوطني والتحالف الكردستاني والكتل السنية أعلنت عن رفضها تولي المالكي منصب رئاسة الوزراء لولاية ثالثة .

بعد ان ايقن المالكي ان حظوظه بالولاية الثالثة اصبحت مستحيلة ، بسبب تحديد مواصفات رئيس الوزراء من قبل المرجعية ، والتي لاتنطبق عليه ، سارع باصدار بيان هستيري انفعالي ، لا ينم فيه الا عن دكتاتورية وتشبث عجيب بالسلطة ، كانه المنقذ ورجل المرحلة والقائد الضرورة بل كانه رسول مرسل ، وهو الوحيد المكلف بانقاذ العراق ، وان لا احد يستطيع ان يسلبه المنصب لانه جاء بـ ( 720 ) الف صوت ، واعتبر ان ائتلاف دولة القانون هي الكتلة الأكبر ، في حين سبق وان أعلن التحالف الوطني رسميا بانه هو الكتلة النيابية الأكبر ، وكان ذلك بحضور جميع قادته ومن ضمنهم المالكي ، وعقدت جلسة البرلمان الاولى على ضوء هذا الاعلان ، فهذا البيان يعد انقلاباً على التحالف الوطني واثار استغراب واستهجان واستنكار مكوناته ، واعتبره المراقبين والمحللين السياسيين انه رصاصة الرحمة على التحالف الوطني. 

لاشك إن جماهير المرجعية الدينية اكبر من جماهير أي سياسي ، وان ولاء جماهير المرجعية اصدق من ولاء جماهير أي سياسي ، وان العلاقة بين المرجعية وجمهورها هي علاقة دنيوية وأخروية (عقائدية ) ، أما علاقة السياسي مع جمهوره فلا تتعدى إن تكون علاقة مصالح دنيوية مادية زائلة بزواله من منصبه في أحسن الأحوال ، اذن المرجعية قادرة على اي التغيير رغما على انوف المنافقين. 
عجيب امر بعض السياسيين عندما تلتقي مصالحهم مع المرجعية يعطوها حقها ، ويعترفون بها ، وعندما تعارض مصالحهم لا يسمعونها ، وعليها ان لا تتدخل بالسياسة ، ولا ينفذون ما تامر به ! .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
المغترب النجفي \ كندا
2014-07-06
من المعروف ان حزب الدعوه بشكل عام والمالكي بشكل خاص لايعترفون بالمرجعيه بل يتخرصون ويتأمرون عليها ويعتبرونها جسر للعبور وأما هم فوق المرجعيه بالتنظير والافكار وما المرجعيه الا للحيض والنفاس كما يقولون دائما بهذه مقولتهم .... فهنا سيحدث صراع بين المرجعيه صاحبة الشرع وشارع المقلدين والمالكي وعصابته الفاسدين وهذا المالكي يحاول بكل قوه وخبث ومكر ان يبقى طويلا لانه يدرك بدون منصب رئاسة الوزراء يذهب الى الجحيم وستفتح عليه ابواب لاتغلق لكثرة فساده وأفساده ولو وجد لدينا قضاء عادل لاعتلى منصة المقصله وهذا لايذهب الا بكارثه والذي عمله فعلا كارثه على البلد والمذهب سويه .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك