المقالات

مصر قدوتنا السيسي ينتشل شعبه من الازمات وصدام ينشئ قسما لإفتعالها

1251 2014-07-06

عمار طلال

مثقفو العراق يتعثرون بالفاظهم يتملقون المسؤول طمعا بمكافأة مهينة، يتعمد خلالها السياسي حلب المثقف أقصى طاقته في النفاق


أبدى المثقفون المصريون، ثقة عالية بالذات، خلال لقائهم الرئيس عبد الفتاح السيسي، أثناء حملته الانتخابية، تثبت تفوق الانسان المصري الاصيل؛ نظير التضاؤل الذي كنا نرى مثقفينا عليه، في حضرة صدام حسين. صحيح السيسي شخصية مطمئنة وصدام وحش يهز مشاعر القادمين، قبل اللقاء، بوسائل لا إنسانية، تضعضع بنية الفرد؛ فتنهار شخصيته؛ ما يبديه مُسخا لا آدميا، إزاءه.

فمصر وزعت الوعي بين الشعوب العربية.. قدوةً مثلى، حتى من كانت فاحشة الثراء منها؛ إذ أن المال جلب الجهاز التقني الحديث، لكنه لن يخلق الاستعداد الفطري، القادر على فك تكنلوجيا هذا الجهاز، وتوظيف تقنياته لخدمة المجتمع.
"الجدع" قادر على تحقيق النتائج المتوخاة، من جهاز لا تتوفر مخصصاته في ميزانية الدولة.. جراء تفوق العقل المصري، الذي ما زال الجميع يتعلمون منه، لأنه متفوق ثقافيا؛ بدليل رصانة البنية التي ظهر جوهرها في سلوك أدباء وفناني وإعلاميي وأكاديميي أرض الكنانة، وهم يتحدثون مع شخصية إسطورية كالسيسي.

ومثقفو الدول الغنية، بما فيها العراق، يتعثرون بالفاظهم في حضرة شرطي بسيط! إذ إستطابوا تملق المسؤول، طمعا بمكافأة.. غالبا ما لا تجيء، وإذا جاءت، فبطريقة مهينة، يتعمد خلالها السياسي حلب المثقف أقصى طاقته في النفاق، قبل أن.. يمنحه او يكتفي بوعد مكافأة يتناساها، لكنه لا ينسى ان يشهر به إزدراءً، وعندما يبلغ ذلك للمثقف يتقبله لأنه أدمن الإهانة.

والمشكلة أن الامر يسري على قامات معتدة بذاتها في مصادرة الآخرين، لكنها تتضاءل امام مصالح تتوهمها، من دون ان تصل اليها فعليا.
ولأن السيسي نابع من مجتمع مثالي، فقد قدم إنموذجا رقيقا لعسكري.. إستخباري، يحمي البلاد، من دون ان يفرض جبروت طغيانه على المواطنين، في حين إعتاد العراقيون على عسكر يحكمونهم ويتمتعون بأموالهم ويذلونهم ويحملونهم منة حماية لا وجود لها، فالطائرات والقتلة والمفخخات والحروب والعقوبات الدولية "الحصار" والثورات "وما دحاها" تقتحم حياته، والساسة يدعون عليه بأنهم حماته، في حين هم الذين يكشفون جناحه للإهانة ويمتهنون كرامته بأنفسهم.. جوعا وحروبا وأزمات، الى حد إنشاء قسم في الامن العامة، اشرف عليه صدام عندما كان نائبا للبكر، بعنوان "قسم إفتعال الأزمات".

يشترون بأموالنا اسلحة يصوبونها الى صدورنا كي نبقى عبيدا لهم، نقاتل دفاعا عنهم شخصيا، وأولادهم يتمتعون بأموالنا، ونساؤهم تتنعم بثرواتنا... و لا نستطيع أو لا نعرف قول "كلا" لأننا لم تبق من منظومة الحروف على لساننا سوى "نعم" و"سمعا وطاعة" نداهن بها الظالمين ونتملق بها البخلاء طمعا بصدقات مهينة او منصب نجلس فيه على خازوق المهانة.. سعداء نكشر عن أنيابنا للفقراء الضعفاء متخاذلين امام الاغنياء الاقوياء.. هذا هو المثقف العراقي وذاك هو نظيره المصري.. شتان بين جبان وشجاع.. كريم المَحتِد ووضيع النسب.. عزيز النفس وتافه! إنها مميزات جوهرية لإبن النيل على المتشرد.. يتسكع بين الرافدين، فلا "يستوي الاعمى والبصير" ولا "الذين يعلمون والذين لا يعلمون"..

يتلجلج المثقف العراقي عامهاً.. مرتددا بين الموقف ونقيضه، في حين لمسنا من الحملة الانتخابية للسيسي، أنه يحدث كل فئة بلهجتها تقربا لمنطق فهمها، بينما المثقفون العراقيون تنكروا لألقابهم الاصلية، في زمن صدام إرضاء له، وعادوا يغيرونها بعد سقوطه...
"هزي اليك بجذع النخلة يساقط رطبا جنيا" إذ تبرع السيسي بنصف راتبه ونصف ورثه من ابيه، لمصر، فهل يخفض النواب بعضا من رواتبهم لفقراء العراق؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك