المقالات

ماذا نحتاج بعد فتوى المرجعية للجهاد

1555 2014-07-01

خضير العواد

بعد العملية الخيانية التي سقطت بها الموصل بدون أي قتال أو مقاومة بل دخول المجاميع المجرمة الى أوكارها وما رافق هذه العملية الإجرامية من تغطية أعلامية هزت المعنويات وكادت أن تعمل الكوارث على أرض العراق لولا فتوى المرجعية بالجهاد التي أوقفت الزحف الإرهابي وأسقطت المخطط الخياني بل كشفت كل أوراقه للعالم ، بعد هذا الموقف البطولي للمرجعية والتي عودتنا عليه في مختلف الحقب الزمنية وخروج الشارع العراقي ملبياً لفتوى الجهاد والدفاع عن أرض المقدسات علينا أن نوفر ثلاث عوامل تكمل فتوى المرجعية وتقودنا للنصر وأستقرار العراق :

أولاً : قيادة قوية وجريئة تقدم المصلحة العليا للبلد وتعمل وفق الدستور وتطبق القوانين بحذافيرها ولا تضيع أوقاتها وتستنزف قواها بالإتفاقيات والإجتماعات التي يراد منها إختراق الدستور والتعدي عليه من خلال أعطاء من ليس له الحق أكثر مما يستحق ، والضرب بيد من حديد كل من يريد تدمير العملية السياسية وإرجاع العراق الى عهد الدكتاتورية وحكم الأقلية ، والوقوف علناً ضد الدول الداعمة للإرهاب والطلب من الأمم المتحدة من أجل تقديمها الى المحاكم الدولية لمقاضاتها والإقتصاص منها .

ثانياً : وحدة الكلمة والموقف ، لقد أكد الله سبحانه وتعالى على الوحدة ورفض التبعثر والتشتت إذ قال سبحانه وتعالى ( وأعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) ، يتطلب منا في هذه الظروف الصعبة والقاسية التي يمر بها العراق التوحد ورص الصفوف وتناسي كل أمر مختلف عليه في هذه الفترة حتى تنجلي هذه الغمة التي تريد تدمير كل شيء على أرض العراق ، بهذا التوحد بالكلمة والموقف نهزم كل الإرهاب ومن يسانده في الداخل والخارج ، أما إذا بقينا مشتتين ومتفرقين فأننا سوف نهزم ونقتل جميعاً لأن داعش لا يفرق مجموعة سياسية عن الأخرى وأن أختلفت مواقفها في حل هذه المشكلة لأن العنوان الذي يقاتله هو التشيع لا غير لهذا يجب أن نحترم ونقدر هذا العنوان ونطبق قول الإمام علي عليه السلام (عدو عدوي صديقي) وداعش والقاعدة ومن ساندهم أعداء الجميع من تيار صدري ومجلس أعلى وحزب الدعوة وجميع التنظيمات الوطنية التي تحب العراق ، والظرف الذي نعيشه اليوم ليس وقتاً للحصول على المكاسب والمصالح بل وقت محنة وبلاء عظيم يذهب ضحيته العشرات يومياً بل الجميع يواجه الموت يومياً ، لهذا يجب أن نواجه هذا التحدي القذر بأجساد متفرقة ولكن تمتلك رأساً واحدأً ذا فكرة واحدة وكلمة واحدة وهي مواجهة الإرهاب بكل ما نملك في هذا الظرف الصعب .

ثالثاً : التسليح الجيد : لقد أثبتت التجارب على أن الجيش العراقي متمكن في القتال وقد دعمت فتوى المرجعية هذا الجيش من الناحية المعنوية والمادية ، نعم أرتفاع المعنويات مهم جداً والعدد الكبير عامل يعتمد عليه في عمل الإنتصارات في أشرس المعارك ولكن كل هذا يحتاج الى سلاح قوي وهذا المثلث في غاية الأهمية من أجل خلق الإنتصارات (المعنويات العدة - العدد) وقد أكد الحكيم العليم على هذه النقطة عندما قال سبحانه وتعالى (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ) ، لهذا يجب أن يتم التأكيد على نقطة تسليح الجيش العراقي بأحدث الأسلحة حتى يواجه أعتى وأقذر إرهاب في العالم ، لأن بدون السلاح الحديث الجيد سيصبح العراق لقمة سائغة لكل طامع في خيراته وثرواته وشعبه وأرضه ، لهذا يجب أن تدعم هذه النقطة من جميع المتصدين وأن يقاتلوا من أجل تنفيذها والعمل من أجل أستيراد السلاح الجيد الذي يحمي الوطن والمواطن من المجرمين القتلة وكذلك الدول التي تمتلك أطماع في العراق .

هذه النقاط الثلاث تدعم فتوى المرجعية وتتكامل معها وتضمن إستقرار العراق سياسياً وأقتصادياً وتجلب الأمن والسلام لشعبه ، وبفقدان أحداهما ستستمر المعانات وتدفع التضحيات الجسام التي قل نظيرها في العالم فهذه الدماء العراقية تسيل في الشوارع والأودية والهضاب والصحاري وهذه رؤوس الشباب يتباها بها المجرمون في كل منطقة ، فهل هذه المناظر لا تدفع المسؤولين والمتصدين على التفكر ولو للحظة بالعواقب الدنيوية والآخروية ؟؟؟؟؟ لهذه الجرائم التي تهتك بالعراقيين ويتركوا الآنا والمصالح الشخصية والحزبية ويشدوا أيدي بعضهم بعضا لكي يخرجوا من هذا المآزق الذي يمر فيه العراق وشعبه .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك