المقالات

حقوق الإنسان..ومخالب الديمقراطية.

1178 2014-06-26

المهندس زيد شحاتة

تسعى كل شعوب العالم لتطبيق النظام الديمقراطي في بلدانها, لتنعم بميزاته, وأهمها حفظ حقوق الإنسان.
لكن الأنظمة الحديثة للحكم, تميل إلى أن تضيف للنظام الديمقراطي بتصوره الكلاسيكي في أذهان الناس, تفصيلة صغيرة, تتعلق بحزم الإدارة في تطبيق وإدارة النظام الديمقراطي.
فالنظام أن لم يكن حازما في تطبيق القانون, أو لم يكن ثابتا في تطبيق المبادئ والأسس التي تقوم عليها الدولة, أو لم يطبق الأحكام, بشقيها العقابية والثوابية, لم تكن له القدرة على إدارة الحياة العامة للمجتمع.
حداثة وقصر عمر النظام السياسي في العراق, سبب حصول تفاوت في مسارات تطبيق النظم, ومختلف تفاصيلها, فرغم أن هناك تقدما نسبيا في تطبيق الديمقراطية السياسية, إلا أن هناك تأخرا واضحا في قضايا اخرى, كالعدالة في تطبيق القانون, والنزاهة ومحاربة الفساد, وبناء القدرات الأمنية, وغيرها الكثير من القضايا.
تمر البلدان بظروف معينة تجعلها, تعلق بعض القوانين والتشريعات, لمصالح عليا تمس البلد وأمنه القومي أو الوطني, لكن هذا يجب أن لا يمس أساسيات حقوق الإنسان والنظام الديمقراطي, وإلا فما قيمة نظام الحكم أن لم يكن في خدمة الإنسان وحقوقه؟!.
لكن النظام الديمقراطي بحاجة إلى أن يكون محميا, ليستمر ويحقق أهدافه, ويحقق الحماية للمواطن..هذه الحماية تكون أحيانا من عدو خارجي, وأحيانا من المواطن نفسه, أو حماية الدولة والنظام من المواطن أن انحرف, لكن هذه الحماية تسبب حصول تماس بين متطلبات حقوق الإنسان, وأهمية حماية البلد ونظامه.
الكثير من السياسيين ولأسباب تتعلق بمصالح خاصة أو فئوية, يفهم النظام الديمقراطي بأنه الحرية المطلقة, حتى لو أدت إلى تضرر الآخرين من شركاء الوطن ولاتهمه النتائج, وكان الديمقراطية هي الغاية بحد ذاتها, وليست وسيلة..للحياة.
لكي تحقق للإنسان حياة كريمة, يجب أن يكون هناك نظام متكامل, يضمن للإنسان حقوقه, ويحدد له واجباته أيضا, بأطر وقوانين تشرع ضمن القنوات التشريعية المعروفة, ولكي يتحقق ذلك يجب أن يكون النظام الديمقراطي قويا مهابا و تكون تشريعاته مهابة وممكنة التطبيق.
قوة الدولة ونظامها وهيبتها, متعلق بقوانينها وطرق تطبيقها, ومنفذي قوانينها, وقوتها الرادعة عسكرية كانت أو أمنية.
لكي يكون النظام ديمقراطيا قويا وراسخا, يجب أن تكون له مخالب, تحميه عند الحاجة, وتحمي مواطنيه الذين يعيشون تحت ظله, وإلا لكان نظاما للحكم..لا نظاما للحياة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك