المقالات

أهل الغيرة

1266 2014-06-23

عبدالله الجيزاني

سنوات تأكل بعضها البعض، وكفوف الرجال تحضن البنادق، ويسكنون المواضع، سنوات ورجال الاهوار يعيشون الأمل والانتظار، أمل الشهادة من اجل الدين والوطن، وانتظار إذن السماء، بظهور ولي الأمر وصاحب العصر والزمان، لبناء دولة العدل الإلهي، التي تحكم بما أمرت السماء، سنوات تمر، أيام وليال والرجال نخوتهم، لبيك يا حسين وهيهات منا الذلة، جوع وعطش ومواجهة اعتي طاغية على مر التاريخ، يحظى بدعم الباطل في الأرض كلها. 
يختلف أهل الباطل فيما بينهم، وتتغير أجندة الاستكبار العالمي، ليسخر الشيطان الأكبر كل ما لديه من قوة ليغير نظام البعث ألصدامي، هنا فقط وضع الرجال بنادقهم جانبا، وشمروا عن سواعدهم ليتصدوا للبناء، وإعادة الأعمار، أعمار النفوس ونهج الحكم، قطعوا شوطا طويلا في ذلك ووضعوا الأسس.
لكن حصل الخطأ، فتصدى من لا يملك القدرة والرؤية، ولا يفقه سمو الهدف، فأراد يعلم أو لا يعلم إعادة تشكيل نظام البعث ألصدامي، ووضع رجال الأمس أصحاب المواقف نصب عينه كأعداء، واستقوى بأذناب البعث، على من يفترض أنهم رفاقه بالجهاد، وشركائه في البناء، لينفرد هؤلاء به، ويقودوه إلى الهاوية، ويصورا له كل المخلصين أعداء، في طريقة مكشوفة، ومعروفة لكل لبيب. 
حتى نضجت مؤامرتهم، ليصبح العراق كل العراق تحت سيطرتهم، وانقضوا على نينوى، في مخطط اجتياح العراق، عندها عاد الرجال من جديد إلى بنادقهم ليحتضنوها، لإنقاذ الوطن والأهل، يحدو ركبهم نداء المرجعية وإعلانها الجهاد، في مواجهة من يريدون بالعراق وأهله الشر، ويوقفوا زحف الأشرار، لينطلقوا في حملة التطهير، تطهير نينوى والانبار وكل شبر دنسته أقدام الغزاة، ومن يقف معهم من بقايا البعث، بانتظار تطهير المؤسسة العسكرية من شراذم البعث ألصدامي، الذين قادوا هذا المخطط، ونفذوه بإمكانات الدولة، في مسرحية هزيلة حذر منها الرجال مرات ومرات، لكن حلاوة الحكم، وبهلوة البعث ألصدامي، كانت اكبر. 
أذن انطلقت قوافل الجهاد من مواقع الجهاد بالأمس، حيث الاهوار لتجوب ارض العراق، عندها بانت علامات النصر الأكيد، بانتظار بناء الدولة الحلم، التي لن يأتي بها غير رجال الخنادق، وهذا ما ثبت بالتجربة، والسبب بسيط لمن يبحث، هؤلاء واجهوا البعث ألصدامي وحصل بينهم الدم فلاعودة لعلاقة بينهما، أذن مادام البعث ألصدامي، بعيد ستبنى الدولة أكيد، فالشر كل الشر من هؤلاء الشياطين، ولا يعرفهم إلا من ذاق الويل والثبور على أيديهم، ومن أكثر من المجاهدين تحمل ظلمهم. 
أذن ننتظر أن ينتهي رجال الجهاد من مهمة تحرير الأرض، ليباشروا بمهمة تحرير مؤسسات الدولة من الفاشلين والبعثيين الصداميين الجدد والسابقين، فهم آهل الغيرة الذي عاش الوطن على أمل تمكنهم من بسط سلطانهم لبنائه، وهاهي الفرصة سانحة وتحت أيديهم، لبناء مشروعهم الذي ضحوا ولازالوا لأجله، ولديهم كل الأدلة على أن خيارات الآخرين لم تكن ناجحة وفاعلة، ولم يتبقى إلا خيار المجاهدين أهل الغيرة، ويقينا هو الخيار الناجح والناجع، لتحقيق آمال وطموحات المنتظرين، على طريق تحقيق دولة العدل الإلهي....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك