المقالات

كيف جرى بناء حاضنة داعش؟!

1963 2014-06-20

قاسم العجرش

   تعالوا الى مساحة نبني عليها أفكارا تستند الى معطيات واقعية، فالمرء لا يحتاج الى خيال واسع،  كي يفهم ما جرى وما سيجري..

   دعونا هنا لنتناول بعض تلك المعطيات الوافرة..أقول بعض وليس كل، لأن مجرد التفكير بكل المعطيات، يحتاج الى عشرات بل مئات الرؤوس، القادرة على التعامل مع كم ضخم  منها..

   أولها أن ما حصل؛ لم يحصل في خلال هذا الشهر، حيث وقعت الموصل ومدن أخرى بيد "داعش"، بل أن الذي جرى كان منتظرا حدوثه، مع إطلاق تسمية "دولة العراق والشام الإسلامية" على هذا التنظيم ألظلامي..وكان الأسم يوضح الهدف بجلاء، ويكشف بسهولة عن المخطط، ولكن قومنا كانوا ينامون على ريش، جعلهم يطمأنون إطمئنانا غريبا!

   داعش بالحقيقة تشكلت عام 1963، حيث سعى حزب البعث الذي نزى على كرسي الحكم في 8 شباط من ذلك العام، الى إقامة وحدة بين العراق وسوريا، التي تسلم الحكم فيها نفس الحزب، بعد شهر بالضبط، من المذبحة التي أرتكبها البعثيون في العراق في التاريخ الذي ذكرناه، وكانت علامة سوداء في جبين تاريخ العراق، ومن يومها رفع البعثيون علمهم ذا النجمات الثلاث، التي ترمز الى أهدافه المعلنة: الوحدة والحرية الإشتراكية، والى أهدافه السرية المعبرة عن مثلث الماسونية المعروف..

   داعش إذن تنظيم بعثي وليس غير ذلك، أما حكاية تأسلمه، فهي أيضا حكاية قديمة، تعود الى تسعينات القرن الماضي، أيام إطلاق الطاغية صدام حسين حملته الإيمانية الشهيرة، تلك الحملة التي أجبر بها تنظيمات حزبه على إعتناق نمط جديد من الفكر الديني، الذي يقول بثالوث(الله..الوطن..القائد)..وكان الرفاق يحتسون الخمر ويصلون أيضا، تماما على طريقة الوليد بن عبد الملك!.

   كان واضحا أن حملة صدام الإيمانية، ليست إلا محاولة لإيقاف تعاظم آثار الصحوة الإسلامية في المجتمع العراقي، تلك الصحوة التي أطلقها الإمام الراحل السيد الخميني (رض)..

   معنى هذا أن صدام وحزبه؛ بنوا من خلال هذه الحملة معمارا طائفيا، ووجد هذا المعمار أرضيته في محافظات بعينها، حيث كانت دراويش عزة الدوري، يؤسسون تكايا في قرى وقصبات وسط العراق، إمتدادا الى تخوم دهوك..وتلك هي حاضنة داعش اليوم!

كلام قبل السلام: البيئة المثالية لنمو التطرف، هي الطائفية والديكتاتورية، ويعززها غياب حكم رشيد يصنع الديمقراطية، ويقينا أننا في العراق وسوريا، مازلنا بعيدين عن ذلك بمسافة كبيرة!

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك