سامي جواد كاظم
في كثير من الازمات يكون القول الفصل للاعلام سواء في اختلاقها او تاجيجها او احتوائها وهذا يتطلب قدر من المهنية في معالجة الازمة حسب اتجاه الكفيل او بالاحرى الممول للوسيلة الاعلامية وهو صاحب القرار وليس الادارة .
مع وضعنا في العراق وما استجدت من احداث ارى ان اعلامنا وللاسف الشديد لم يكن بمستوى المطلوب وقد سجلت اكثر من هفوة اعلامية ولا استطيع ان احصرها لكثرتها ولكنني ساتطرق الى اهمها .
الكل يعلم بان المعادين للعراق سيعزفون على وتر الطائفية مع اختلاق اكاذيب تحاول هز معنويات العراقيين وعليه يجب على وسائل الاعلام المعتدلة والمساندة للعراق ان تكون على اهبة الاستعداد والمهنية لمعالجة هذه الظاهرة السلبية ، اقول وللاسف ان داعش اقدمت على اعمال اجرامية بحق السنة والمسيح لم تستطع وسائل الاعلام توظيفها بالشكل السليم بل اكتفت بالعاجل وفي التايتل ليختفي الخبر بعد دقائق ، مسالة هدم كنائس ليس بالامر الهين، مسالة قتل ابرياء سنة ليس بالامر الهين، مسالة قتل شيوخ سنة رفضوا البيعة لهم ليس بالامر الهين ،وغيرها من الاعمال الاجرامية، كل هذا نتركه ونحاول ان نكذّب من يكذب علينا لنقف بموقف الدفاع .
ليس من الصحيح اظهار تجمعات المتطوعين بهذا الشكل أي التلويح بالبنادق بيد المدنين والهوسات والاهازيج لان مثل هذا المشهد اعاد العراقيين الى الماضي ، وهذا المشهد قد يؤثر سلبا على بريق بيان المرجعية وحتى يحتوي السيد السيستاني هذه السلبيات نراه اوعز بعدم رفع صوره لاسيما في وسائل الاعلام التي لا زالت تصر على اظهار صوره وبعدم مهنية ، كما واكد السيد على ضبط النفس ولكن الذي يظهر فوران النفس ساعده على ذلك اعلامنا، نعم الكثافة العددية للمتطوعين امر ضروري جدا وارى من الافضل اظهارهم اثناء التحاقهم بالمعسكرات واجراء اللقاءات مع المشرفين على تسجيل المتطوعين والتاكيد على التعليمات التي يجب ان يلتزم بها المتطوع وماهي الشروط ؟ كل هذا مهم لان البعض انجرف وبشكل عاطفي مع حماسة وحسن نية الى تصرف قد يؤثر على المشهد العراقي
ما من ادنى شك نحن نقصد الداعشين وليس غيرهم ولكن اتباع الداعشين هل سيقفون مكتوفي الايدي مثل العربية والجزيرة ؟ كلا بل انها ستسخر مهنيتها الاعلامية وباقصى طاقتها لتشويه الالتفاف الجماهيري حول المرجعية والجيش واخوانهم السنة .
تناولت بعض وسائل الاعلام خبر تطوع مجموعة كبيرة من اخواننا السنة ولكن للاسف الوسائل الاعلامية الحكومية او المعتدلة وحتى الشيعية لم تستغل هذا الحدث بشكل يظهر للاخرين عن مدى تكاتف الشعب العراقي وعزمه على دحر الدواعش ومن يقف ورائهم .
انا متاكد هنالك شواهد ومشاهد بطولية لعشائر الرمادي وصلاح الدين والموصل لم يتم عرضها بالشكل الصحيح بل مجرد خبر عاجل وبالتايتل ولدقائق ومثل هذا الحدث مهم جدا والافضل ان تكف وسائل الاعلام عن الحديث عن خيانة القادة فالصورة اصبحت واضحة في من فر ومن اوى، نحن بامس الحاجة الى افعال على الارض واظهارها اعلاميا مع تحشيد القوى والمنظمات التي تدعم العراق لا الاكتفاء بذكر الخبر بل باللقاءات المكثفة والاسئلة الجوهرية بل واختيار شخصيات لها ثقلها الثقافي والاعلامي والسياسي لابداء رايها في ما يجري في العراق .
https://telegram.me/buratha