المقالات

ضربة ميت!!!

1398 2014-06-13

حيدر فوزي الشكرجي

المراقب لحركة الإرهاب في الشرق الاوسط يلاحظ أنها بين مد وجزر، وذلك بالإعتماد على عوامل كثيرة منها دولية ومنها إقليمية، تجعله يغير تحركاته ضمن أهداف استراتيجية لم يكن للعراق وحكومته دور يذكر فيها،مع ذلك مع كل انسحاب أو تراجع لقوى الإرهاب من العراق، يصرح بأنه نصر للقوات العراقية، ومع بدأ ضرباتهم من جديد، يصرح بأنها ضربة ميت، ومع إستمرار الضربات، يعاد القول أن الإرهاب قوي ولا يمكن قتله بسهولة.
ذلك بالرغم من أن القوات العراقية تطورت كثيرا وإزدادت عددا وعدة، إلا أن هذا لم يؤثر على تصاعد الإرهاب في المنطقة، وذلك لسبب رئيسي هو أن الإرهاب كورم خبيث يجب تحري الحكمة والصبر في معالجته، وأفضل طريقة للقضاء عليه هي قطع طرق إمداداته، ليتعفن ويموت بعد فترة.
نعم المعالجة في العراق لقضية الإرهاب لم تكن صحيحة، وهي من تسببت بهذا التصعيد الأخير، وذلك لأسباب عديدة أهمها سياسية، فالوضع السياسي المتوتر وغياب الثقة، جعل بعض ضعاف النفوس من السياسيين يتخذون الإرهاب كورقة ضغط يستخدموها عند الحاجة، وكذلك ولنفس السبب السابق تم تعيين عدد من قيادات الجيش، على أساس ولائهم لشخوص معينة وليس للوطن.
كان من هؤلاء القادة قسم تاريخه أسود وحاضره أسود، من تورطه بقمع الشعب أبان نظام هدام، إلى تورطه بصفقات فساد في الوقت الحاضر، تم التغاضي عن تجاوزاتهم في سبيل شراء ولائهم وتناسى القوم ان الذئب لا وفاء له.

بدأ الموضوع بدخول الجيش إلى صحراء الأنبار الواسعة، بحجة القضاء على الإرهاب بدون خطة استراتيجية واضحة، وبهدف كسب الدعم الجماهيري للانتخابات القادمة ، ومع إستمرار المعركة التي كان من المفروض أن تحسم بأيام معدودة، كشفت نقاط ضعف الجيش العراقي الجديد، ومنها فساد بعض القيادات، وعدم وجود وحدة في القرار، ووجود بيئة حاضنة للإرهاب في بعض مناطق العراق

هذه الأسباب شجعت الإرهاب إلى التفكير بضربة نوعية جديدة للحكومة العراقية، بتحقيقها ترتفع الروح المعنوية لكل الجهات المتطرفة والمساندة للإرهاب في العالم، وتزيد ثقة مموليهم بإمكانياتهم، وتم إختيار هدف الإلهاء سامراء ، لان قائد عملياتها مشهور بسهولة إختراقه، وكان الهدف الأولي هو تفجير المرقد الشريف، وهذا كان سيؤدي الى خلق بلبلة وتصعيد طائفي، تمكن قوى الإرهاب من السيطرة على أماكن عدة، إلا ان تصدي أهالي سامراء للإرهابيين ومنعهم من التقرب للمرقد الشريف، جعلهم ينتقلون الى الخطة البديلة.

الموصل لما لها من اهمية اقتصادية ومعنوية كونها ثاني اكبر محافظة في العراق، وايضا قيادتها كانت ضعيفة، ولديها خلافات كثيرة مع مجلس المحافظة، هذه خلق البيئة المثالية للإرهابيين، لإختراق المدينة والسيطرة عليها بدون مقاومة تذكر.
طبعا الآن لا يمكن أن تقنعونا بأنها كانت ضربة ميت ايضا، الا ان كان لهذا الميت اشباح وشياطين تقاتل معه،مع صعوبة الموقف وإشتداد الليل إلا ان هنالك بصيص أمل، ففي البداية بدأت أكثر الكتل السياسية تخفف من لهجتها وتبحث عن حل للازمة، والأهم أنه تقرر إعادة هيكلة الجيش، وإبعاد العناصر السيئة، وإستبدالها بعناصر وطنية، وكلنا الآن بإنتظار المعركة الحاسمة، بين الإرهاب والعراق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك