المقالات

سلاماً شرفاء الوطن .. أهلاً بـ"داعش" !

1275 2014-06-12

ظافر الحاج صالح

قد لا يعجبكم ما اكتبه هذه المرة، وربما لا يلاقي استحساناً منكم، ان اكتب عن الشخص المقصود به، بعضكم سيراه هراء، والأخر سيمر عليه مرور الكرام، لكن؛ هذا ما يدور في خلجات نفسي.
كتبت كثيراً مخاطباً الشرفاء في هذا الوطن، من اجل تغيير الوجوه التي لم تجلب له سوى الدمار، لكنهم؛ لم يفقهوا شيئاً مما كتبته، لذلك عمدت إلى مخاطبة الغير شرفاء من خارج وداخل العراق.
تحية سوداوية بلون وشاحك أيها الـ"داعش"، مفعمة بحقد كبير لك ولمن معك، ومحملة بكره لا حدود له، وناكرة لما تدعون بهِ من حقوق، ديانة، ورسالة لا تمت لأي دين سماوي بصلة، لستَ رجل بكل ما تحمله الكلمة من معنى؛ لتتمكن من دخول ارض الرافدين بكامل قواك، ولكننا السبب في سهولة ذلك، لأننا مكنا من لا يستحق، البقاء في السلطة، وجعلناه يستمر بمزاولة نشاطه في دعمك، وخلق الأزمات التي اعتاد عليها.
ها أنا أتأنق اليوم، وأتهيأ لاستقبال النهاية، فقد بت واثقا من قدومها، ولكن؛ افعلها لمرة واحدة في حياتك، وأقدم عليَ ببطولة، برجولة، واجهني بما تعتقده صحيحاً، ثم افعل ما تريد، فقد تثبت لي شيئا؛ انك كافر، ولكنك اشرف من كل سياسي وعدني بالأمان؛ واخلف! وعدني بالرفاهية؛ وعيشني بحصار، وعدني بممارسة الحرية والديمقراطية بكل شفافية، وحاربني تحت ذريعة القومية والحزبية والطائفة، وعدني باستثمار خبرتي ودراستي في بناء شيئا يفخر به بلدي، ومنعني؛ بجعل الميليشيات وجهلاء العقول تدمر ما أحاول بناءه!

انتظرك؛ في البيت، الشارع، السوق، العمل، المقهى، في كل مكان بإسطاعتك الوصول له بسهولة وبدعم حكومي، ولكن؛ شكوكا تراودني في رجولتك، وقدرتك على مواجهتي، ويقيني يفوق إيمانك بما تعتقده؛ انك ستتسلل الى قتلي، كأي لص مدمن على السرقة، إلا انك ستسرق حياتي.
كلانا سيرحل؛ أنا بكامل أناقتي وزينتي وتعطري، فيما يتناثر لحمك العفن بين أرجاء المكان! ملمسها ملائكي تلك الأيادي التي تحتضنني وأنا التقط أنفاسي الأخيرة، وتعتريني ابتسامة غمرتني بلذة الانتصار عليك، لأنك قد رحلت كافرا قبلي! سيجتمع حولي كل من أبي، أمي ،إخوتي، لأودعهم، فيما لا أهل لك! سأغمض عيني بكل هدوء وسكينة، ولا عين لك لترى ما جنيت! أصدقائي وأحبائي سيحملون نعشي، يفتكهم الحزن على فراقي، ودموع فرح تغمرهم لنيلي شهادة الانتصار عليك.

سألتحف راية الوطن كمن سبقني من الأبطال، وسيمر نعشي بين الناس، وهو مفتخرا بحملي شهيدا، يحييهم بصمت، ويردون عليه بالرحمة لي، ستكون جنازتي في طريقها إلى دار السلام، وستؤدى لي التحية العسكرية كلما مررت بنقاط التفتيش التي كرهتها وأنا حي! بينما عمال البلدية يبعدون أشلاءك النتنة، إلى اقرب فتحة تصريف مياه، ستنهمر دموع حبيبتي سراً وخجلاً لأنها تعلم إني بانتظارها في (عليين)، في حين تولول عليك أرملتك بأشد اللعائن على مدى غبائك وجهلك بما تدعيه من التدين، ستكون أمي جالسة عند قبري، ودموعها قد سقت بحر النجف الظمآن، وهي تغسل لوحة اسمي بماء الورد، فيما تتبرأ أمك منك، وتندم على تعبها بك.
حزن شديد، وألم على الفقيد، لكل أحباب الشهيد، ولكن؛ ما أروعه من حزن، فسنلتقي عند رب كريم، وحسبي بعدالته، أن تكون أنت القاتل المجرم؛ وأنا المقتول المنتصر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك