المقالات

الإعتراف بالخطأ فضيلة أم رذيله؟

1884 2014-06-11

سلام محمد العامري

كل ابن آدم خطاء, وخير الخطائين ألتوابون, حديث نبوي تناقلته الأجيال, عبر الزمن عمل به ألبعض, وتجاوزه الآخرون للتضارب مع مصالحهم الخاصة!
ليس هناك من بشر إلا وهو معرض للخطأ, إلا فئة إختصها الخالق بالعصمه, ولكون الأمر تكويني, فقد أجاز الباري عز وجل, أن يعفو عن المخطيء بشرط الاعتراف, ألا وهو الاعتراف الصادق.
فالاعتراف بالخطأ طريق الاصلاح والصلاح, سواءً كانت تلك الاخطاء متعمدة أو عفويه.
هناك أخطاء يمكن التغاضي عنها من قبل من أخطئ بحقهم؛ وتسمى الحقوق الشخصيه, أما إذا كان الخطأ مسبباً لظرر عام كبير, ولم يمكن الانسان إصلاحه, فإن من الواجب عليه تقديم التنازل لأخيه الانسان, كي يسامحه ليحصل من الخالق على فضيلة لايعلمها إلا هو.
إلا أن البعض ممن أغواهم الشيطان, يظل متمسكا بما لديه, ولو كان ذلك هلاك للنسل والحرث! إيغالاً منه وإصراراً كونه لا يرى في نفسه, إلا التشبث بما إستحوذ عليه.
فالاعتذار صعب عند البعض! حيث يحتاج الى الثقة بالنفس, مع نكران للذات, وهذا ما لا يتوفر لدى جميع ألبشر, فالذي لا يريد ألاعتراف, تراه مشككاً بالجميع! وهذا قد يكون ناتجا من عقد الطفولة! فهناك من تعرض أثناء مرحلة ما من عمره, إلى الاستهزاء والقسوة العائلية أو من الأقران, عند علاج هذه الحاله, يجب أن يحصل الاطمئنان كي يصبح التصحيح لمسار ذلك الشخص, فالطمأنينة تخلق الإستقرار النفسي, وهو الخطوة الأولى التي تؤدي إى التوافق بالاراء, لمحو الافكار السلبية المتراكة.
عراقنا الحبيب ابتلي ببعض الساسة يتصفون بفكر سلبي, ناتج من الممارسات الطاغوتية, حيث فقدان الثقة بالجميع, برغم أنهم كانوا جميعاً, معارضين ضد الطاغوت الصدامي, لكون كل فئة منهم كان هدفها, الاستحواذ على كل الكعكة! ولولا تصدي المرجعية الرشيدة, لحصل ماتم تخطيطه من قبل جيش الاحتلال, حيث يتم توفير بديل لصدام ليحكم العراق, وكأنك يا أبو زيد ما غزيت.

وعلى هذا المستجد, فقد قام الاستكبار العالمي, بوضع العصي بعجلة الديمقراطيه, بالاتفاق مع الدول الإقليمية, صاحبة المصالح الكبرى في المنطقه, من أجل إفشال المشروع العراقي, فقاموا بتأهيل ودعم من وافقهم, ليكون حاكما مطلقاً, حتى وإن كان على خطأ! برغم فشله كحاكم لثمان سنوات حسب تصريحاته, إلا أن الإعتراف لم يدعمه بالمصداقية الديمقراطية, والتنحي عن تحمل المسؤلية, ليصبح مقترفاً للرذيلة إلا إذا قبلنا الموازين, فيصبح الاعتراف رذيله! والإصرار على الخطأ فضيله!
ليقول من يخطيء "كل ابن خطاء" وكل من يركب صهوة الجواد, من الممكن أن يضايق العباد.
هكذا هي السياسة في العراق, فسلام عليك يا وطني, فقد صار الحكم فيك يسير كما ألغراب, فلا هو عصفور ولا حمامه! أو كما يقول المثل ألعراقي: إمتيه آلمشيتين!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك