المقالات

سرقات ممنهجه أم تخبط سياسي؟

1994 2014-06-01

سلام محمد العامري

معلوم لدى الاوساط العملية أنه لا يتم تنفيذ أي مشروع, إلا بأسس ثابتة, مع دراسة جدوى ذلك المشروع لضمان النجاح, فبدون تخطيط جيد وأساس رصين لا يمكن أن ينجح أي مشروع.
هذه من المعضلات التي يمر بها كثير من الذين يرومون العمل, سواء على صعيد البناء البسيط صعودا لقيادة البلاد.
المشاريع السياسية والبرامج تحتاج أيضاً إى أسس تكون صلبة, كالخرسانات مدعومة بدراسة وافية لبيان فائدة المشروع, تلافياً لما قد ينتج من سلبياتٍ عند تنفيذه, فيتعرض أصحابه الى الخسائر, مادية كانت او معنوية.
عند قرب انتخابات البرلمان العراقي, تم طرح مشروعين أساسيين, كدعاية إنتخابية إطَّلَعَ المُواطن عليها, أحدهما بناء حكومة أغلبية سياسية, ليس فيها من محتوى غير حصاد أكبر عدد من الاصوات بشتى الطرق؛ مخالفة لأوامر المرجعية الرشيدة! أو مخالفة للقانون! هذا لا يهم عند مروجيها! المهم لديهم هوعدد المقاعد التي سينالها في البرلمان الجديد.
أما المشروع الثاني فهو بإختصار, برنامج متكامل لبناء دولة, تعتمد على المؤسسات الرصينة, لبناء حكومة قوية قادرة على تحدي الصعاب, آخذة بنظر الاعتبار في أولوياتها, مكافحة الفساد للبدء في بناء البلاد.
شارك الشعب متحدياً كل ألظروف, منهم سار على هدى من أمره, وبعضهم جعلها قضاء فرض واجب, دون النظر الى العواقب! أما أصحاب الحاجة, فقد سعوا لانتخاب من قدم لهم الوعود!
ظهرت النتائج ليعيش المواطن العراقي مرحلة جديدة من القلق! فقد غالبية الشعب يسعى للتغيير, نظرا للبيع والشراء الذي ظهر بعد الانتخابات, كأننا في سوق نخاسة! مناصب وأموال يسيل لها لعاب من لا مبدأ لهم, جعل الناخبين يخافون من بقاء وضع العراق عرضة للسراق والفاسدين, الذين خبروا عمل المراهنة لنيل مصالحهم.
فانبرت المرجعية مرة أخرى, متصدية للمرضى من الساسة, داعمة مشروع بناء دولة يشارك بها الجميع, عن إختيار الكفء والنزيه, حكومة تطبق الدستور, غير منحازة الى حزب أو طائفة بعينها.
هكذا تم إسقاط بناء مشروع الأغلبية السياسية, لعدم جدواه فهو بدون رؤية واضحة المعالم, كون نتاجه سيكون حكومة ضعيفة, تقوم على أسس مصالح الساسة, بعيداً عن بناء دولة رصينة متكاملة الوجوه.
تغيرت نبرة أصحاب الأغلبية, أصبحوا ينادون بتكوين دولة قوية, لا حبا بليلى ولكن للحفاظ على ما تبفى من ماء الجبين, بعد كشف النوايا الخبيثة, للسيطرة على الحكم ونهب الاموال العامة.
فهل ستنجح الكتل السياسية باختيار ما أرادته المرجعية؟ ذلك ما سيتبين بعد ايام.
مع التحية

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك