بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين
تمر هذه الايام الذكرى السنوية الرابعة لشهادة المرجع الكبير آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم (قدس) وثلة من اصحابه ومريديه، واذ نستحضر هذه الذكرى وفي هذا الوقت بالذات فلابد لنا ان نتوقف عند محطات هامة ترتبط بشكل او بآخر بالشخصية الشهيدة وبمشروعها التغييري الكبير.
واذا كنا قد تحدثنا في مناسبات مرت عن تلك المحطات التأريخية التي تصدى لها شهيد المحراب فإن الحديث مهما تمددت ابعاده او تعددت محاوره فسيبقى حديثاً هامشياً غير قادر على الارتقاء الى مستوى التوثيق والوصف الحقيقي لذلكم التحرك الذي تكاملت فيه ولاول مرة عوامل وعناصر المؤثرات المحلية والاقليمية والدولية، وقد اضاف السيد الشهيد (قدس) لتلك العناصر والمؤثرات عناصر ومؤثرات ميدانية اعطت مشروعه ميزة استثنائية فريدة لم تتوافر في أي مشروع آخر، هذا على افتراض وجود مثل هكذا مشاريع.
فالسيد الشهيد كان اول من شخَّص ان المشروع التغييري المراد تحقيقه في العراق لا يمكن له ان يتحقق ما لم يكن موضع قبول كافة شرائح ومكونات الشعب العراقي، ولذلك حرص سماحته (قدس) على ان يجمع في مشروعه قوى عراقية كانت تمثل اقصى اليسار بقوى عراقية اخرى كانت تمثل اقصى اليمين بينما كان التيار الاسلامي العراقي الوطني يتربع في المنتصف.
هذه الحالة وبدل ان تتراجع امام الاستدارات الاقليمية والدولية التي كانت تحصل باستمرار لصالح النظام المخلوع فأنها كانت تتجذر وتتقدم وتقطع المسافات الصعبة بغية الاقتراب من تحقيق بناء المعادلة الجديدة.سقوط النظام لم يأت على خلفية عداء امريكي صدامي انما جاء بخلفية تنافسية مع المشروع الوطني الذي اقترب كثيراً من تحقيق اهدافه ولو كان النظام يستشعر بوجود قوى وطنية ساندة له لما انهار بهذه الطريقة الغريبة والمخجلة، لكن اتفاق الاطراف السياسية العراقية على المبادئ الاساسية للتغيير والتي وضعت اللمسات الاخيرة على المعادلة السياسية الجديدة التي يفترض ان تدير العراق هو الذي خفف من وطأة وجود الفراغات التي حصلت ما بعد التاسع من نيسان من جهة، وكذلك هو السبب وراء استجماع القوى الارهابية والبعثية والصدامية لشتاتها لمواجهة المشروع الوطني الجديد الذي عرف كيف يتعامل مع تلك الفراغات بنفس الدرجة التي عرف بها كيفية التعامل مع القوى المحتلة للبلاد من جهة اخرى.
ان ربع قرن من العمل والجهاد السياسي المستمر والمتواصل والمعضد باسناد ميداني ورؤى فكرية واجتماعية وعلاقاتية كان السيد الشهيد يمثل محورها الاساس جعلت منه قربان التغيير الاول مثلما كان محور التغيير الاول وهذا ما يفسر الاستنفار الهستيري لقوى التكفير والبعث من الرموز القادرة على صنع المشاريع والمعادلات الجديدة.
https://telegram.me/buratha