المقالات

قراءات في النتائج ()

1305 01:06:04 2014-05-26

نزار حيدر

دستوريا، فان من حق (التحالف الوطني) تسمية الرئاسات الثلاث، الجمهورية ومجلس النواب ومجلس الوزراء بمفرده، لانه حصد نسبة (+) من مقاعد البرلمان الجديد، وهي المرة الاولى التي يحقق فيها هذه النسبة في كل الانتخابات التي شهدها العراق الجديد منذ سقوط الصنم ولحد الان، ولكن، من الناحية العملية والواقعية لا يمكنه ذلك ابدا، لماذا؟.

اولا: انه، لحد الان، تحالف بالاسم، اما في الواقع فهو تحالفات عديدة، تجمعها مصالح آنية، ولذلك، فان من الصعب عليه ان يتبنى رأيا واحدا متفقا عليه في كل ما يُطرح عليه من مشاريع وقضايا، وعلى رأسها الرؤية بشان بناء الدولة والعلاقة مع الشركاء، وبذلك يمكن القول بانه مصداق لقول الله تعالى {تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى} او كما قال امير المؤمنين (ع) يصف فيه أصحابه {كثير في الباحات قليل تحت الرايات}.

ثانيا: لاختلافهم الشديد في تسمية مرشحهم لرئاسة مجلس الوزراء، فبينما يصر بعضهم على الولاية الثالثة يرفض آخرون ذلك.

ثالثا: كما ان للتوافقات السياسية بين شركاء الوطن، والتي انعكست في عدد من بنود الدستور، هي الاخرى تحول دون ذلك، وسببها ان الأغلبية والأقلية تحت قبة البرلمان، ليست سياسية بالمعنى المتعارف عليه في دول العالم الديمقراطي، وإنما هي دينية ومذهبية وأثنية، وهذا ما يعقّد الامور دائماً بعد كل عملية انتخابية.

رابعا: ولا ننسى هنا ما لدور العامل الإقليمي والدولي في منع مثل هذا الامر، فمنذ سقوط الطاغية الذليل صدام حسين ولحد الان، برز هذان العاملان بشكل كبير، حتى أصبحا أمرا واقعا لا يمكن التغافل عنه او تجاهله، يتحكمان في الكثير من تفاصيل العملية السياسية، وهو الامر الذي يعدّه العراقيون أمرا مزعجا جدا يؤثر على قناعاتهم وخياراتهم بشكل كبير، وهو بالتأكيد نتاج السياسات الرعناء التي ظل النظام الشمولي البائد ينتهجها على مدى اكثر من ثلاثة عقود من الزمن انتهت في نهاية المطاف بغزو العراق واحتلاله وتكبيل إرادته الوطنية وسيادته بمجموعة كبيرة من القرارات الدولية، والتي لم ينعتق من ربقتها بعد لحد الان.

تأسيسا على هذه الحقائق، فانا ارى ان امام التحالف مهمة صعبة وخطيرة في آن، يمكن تجاوزها بما يلي:

الف: على جميع مكوناته التشبث به واعتباره خطا احمر، ليكون هو (الكتلة النيابية الاكثر عددا) دائماً، والمعنية بتسمية المرشح لرئاسة مجلس الوزراء، فاي تفريط به وفرط عقده سيحوله الى كتلة هامشية، حتى اذا تمكنت بعض أجزائه من استقطاع كتل صغيرة من هنا وهناك لتشكل بها الكتلة النيابية الاكثر عددا.عليهم جميعا ان يفكروا بطريقة استراتيجية هذه المرة، والتي ستضمن حقهم الاستراتيجي والتاريخي في العراق، اما التفكير التكتيكي فسيفوزوا به في آن ويسخروا به في كل آن.

باء: السعي الحثيث لتحويل التحالف الى مؤسسة قيادية حقيقية لا تدير مكوناته فحسب، وإنما تدير كذلك الدولة وترسم الخطوط الاستراتيجية وتحدد المصالح العامة، فلقد اثبتت نتائج الانتخابات بان المكون الشيعي لا يمكن لاحد من السياسيين او الكتل الشيعية الاستفراد بتمثيله او قيادته او تحديد مصالحه العليا والاستراتيجية، فأكبر الاحزاب والحركات والتيارات منفردة لم يحصل على اكثر من () من نسبة مقاعد المكنون، الا وهو التيار الصدري والمسمى بالأحرار، فكيف يجيز اي منهم لنفسه الاستفراد بالقرار والتمثيل الشيعي؟.

جيم: ان اعظم وأخطر خلاف في صفوف التحالف هو موضوع تسمية مرشحه لرئاسة مجلس الوزراء، فما لم يُحل هذا الخلاف فان مشاكله ستظل تعصف به، ما يهدد البلاد ومصداقية المكون الأكبر، الشيعي، والتيار الديني، الى اخطار جمة.

ان كل الأطراف السياسية الاخرى، وكذلك، العاملين الإقليمي والدولي، مسمّرة عيونهم اليوم صوب التحالف، بانتظار ما ستنتجه الحوارات المكثفة بين مكوناته، ولذلك فان عجلة العملية السياسية ستظل متوقفة ما لم يتفق التحالف مع نفسه، اولا وقبل اي احد آخر، ولنا في تجربة المرتين السابقتين خير دليل على ذلك.

وبرأيي، فان الحل الأمثل للمشكلة، هو في الاتفاق على تداول السلطة في إطار التحالف حصرا، وسأشرح هذه الفكرة التي قدمتها الى قادة التحالف في مقالات عدة وعلى مدى سنين عديدة، منها مقالي الموسوم (الى التحالف الوطني..مع التحية) والذي كتبته بتاريخ ( تموز ) فهي فكرة استراتيجية ليست جديدة تبنيتها منذ البداية، ولا تخص نتائج انتخابات معينة ابدا.
مايس (أيار) 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك