المقالات

المالكي بين لعنة الرفض وقسوة التفكك

1779 2014-05-22

حيدر عباس النداوي

لم تجر الأمور مع رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي كما يشتهي بحلم إكمال الولاية الثالثة في ظل التحديات الكثيرة التي تعرقل مساعيه للوصول إلى الأغلبية السياسية التي بشر بها ،وهي تحديات حقيقية لم يتمكن المالكي من تجاوزها او إنكارها حتى الساعة ولا توجد بوادر حقيقية لان يتمكن من تفكيل رموز وطلاسم الرفض والمنافسة سواء من قبل شركائه او من قبل منافسيه من القوائم الأخرى.
المالكي قبل إعلان النتائج كان يعاني من كابوس الرفض المطلق من قبل شركاء العملية السياسية لكنه كان يمني النفس بفوز كاسح يمكنه من تحقيق الأغلبية وبالتالي يتخلص من الأحرار والمواطن والعراقية والنجيفي ويكتفي بالمطلك وكذلك يتخلص من مسعود ويبقي خطوط التواصل مع التغيير او الاتحاد الوطني الكردستاني ويمضي دون ان ينظر الى أثار حرائقه التي سيخلفها تحالفه مع هذه القوائم الصغيرة لان المهم لدى المالكي المنصب وليس اي شيء اخر لكن الأغلبية لم تات واسقط ما في يد السيد المالكي ولم يجد في قراءة خطوط كفه غير الانكسار والندم والغضب وهو يقلبهما بحزن ووجوم فضاع خيار الاغلبية وبات يترقب ما يمكن ان يقدم عليه منافسيه الأقوياء الذين توحدت كلمتهم في وضع العلاجات والخطط لوقف التدهور والضياع والفوضى التي يعيشها البلد الممزق المهان وباتوا يملكون الاغلبية باريحية واقعية غير ان المالكي ورغم عصبيته وقلقه الذي لم يتمكن من اخفائه لا زال يسوق فكرة الاغلبية التي لم يعرف اين ومتى يجدها.

وواقع الحال يشير الى ان الاغلبية التي بشر بها المالكي اختفت نهائيا بين تواضع الرقم الذي حصل عليه وبين الرفض المطلق من قبل منافسيه وهذا الواقع لن يكون هو العنوان الابرز الذي يثير قلق وجنون السيد المالكي فاحتمال تفكك قائمة القانون التي يراسها امر وارد واقرب الى الواقع وربما بدت بوادر تحققه اسرع مما كان يخشاه المالكي وهذا التفكك تعضده عوامل التنافس الحقيقي بين مسؤولي القوائم الذين يصطفون في ائتلاف المالكي وهم تحديدا العامري والشهرستاني والخزاعي لان هؤلاء وبعد اعلان النتائج جاءوا بما لم يتوقعه المالكي من ارقام ومقاعد بدليل ان منظمة بدر جاءت باكثر من عشرين مقعد الامر نفسه ينطبق على الشهرستاني وبعدد اقل قليلا ياتي الخزاعي وهذا المعنى يجعل من القادة المذكورين يطرحون انفسهم منافسين وبدلاء للمالكي بقوة لثلاثة اسباب.. الاول انهم قد جاءوا بارقام ربما اكثر مما للمالكي وثانيا لان مقبولية هؤلاء افضل عند البعض وليس الرفض عند الكل كما هو الحال بالنسبة للمالكي،والثالث هو ان هؤلاء ضحوا من اجل المالكي في الدورتين السابقتين وقد حان الدور على المالكي للتضحية قبل ان تخسر دولة القانون ومن فيها كل شيء.

ربما ستكون الايام القادمة اشد قسوة على المالكي لان المتوقع ان يجد الرجل نفسه خارج حسابات اللعبة السياسية لان واقع الحال يؤشر انه سيخسر الرهانين وهما رهان الأغلبية السياسية ورهان الكتلة الأكبر التي ستتلاشى وتختفي بسبب اصرار المالكي على مخالفة الجميع وبسبب سطوته وجنونه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك