ما اسرع الايام في مرورها لاجد انه قد مر عام على مصابك يا حسين الكوفي ، مر عام على حدث عصف بكل من سمع به حزناً والماً فكيف بالذي يعرفك ويعرف عائلتك الموالية الطيبة اعان الله قلوب اصدقائك الذين احترت في ان افسر لوعتهم عليك وهم يتكلمون عنك على انها صداقة مرموقة أواستحقاق لموالي طيب في قلوب محبيه وفي كلتا الحالتين تقبل مني هذه الكلمات التي لا اجد بداً من نشرها ليعلم من لم يعرف قصتك المؤلمة ايها البطل رحمك الله وجميع شهدائنا وجعلنا الله من اللاحقين في ركابكم .
والقصة تبتدأ في مكان وزمان فالمكان في الكرادة الشرقية الزاهية بخيرة الموالين لاهل البيت ع والزمان في الاول من رجب صباحاً ، كان يوماً مميزا فهو يوم عقد قران بطلنا حسين ذاك الشاب الذي اعتلى سن العشرين ببضع سنوات ، كان كل شيء جاهزاً لعصر ذلك اليوم حيث ان ام حسين الطيبة تجهز كل شيء الحلوى والحنة و( صينية العقد ) و( الجكليت )و الشمعة وأبو حسين ينتقل من هنا الى هناك للتوصية على كعكة الحفلة وجلب ما تطلبه ام حسين استعداداً ليوم انتظاراه منذ ان ولد حسين .
وبين زغاريد الام والاخوات عند دخول وخروج حسين وأحاطة أصدقاءه غدا حسين سعيد فرحاً فهو على اعتاب اكمال نصف دينه ليكوّن أسرة موالية صغيرة ترتبط بأسرته مع موالية كان الخُلق والدين هو اساس رضاهما ببعضهما امتثالاً ومحبة وأقتداءا لسنة رسول الله صلى الله عليه واله وهنا وكما اعتادت الكرادة داخل في كل خميس تقريبا على تلقي ضربات خاسئة من الارهابين بارسال سيارات الشر المحملة بالمواد المتفجرة ومسامير الحقد التي تـُرسل مع الانفجار لتضمن عدداً اكبر من الضحايا . سمع حسين دوي انفجار سيارة مفخخة في منطقته فانتابه القلق على اخته التي صاحبت خطيبته لمحل تزيين العرائس لتكون عروس حسين في اجمل وابهى صورة ورغم كونهما لم يصبهما شيء الا ان حسين ابى الا ان يذهب لمرافقتهم وهذا حال الشاب العراقي الغيور .
وفعلاً ذهب حسين الى هناك وما ان خرج من المحل برفقة خطيبته تتبعهما اخته التي تأخرت ثواني في المحل المذكور حتى استقبل حسين أول هدايا زواجه بتوقيع من اعداء المذهب الشريف وما كانت الهدية الا سيارة مفخخة انفجرت بالقرب من العروسان ولتخرج الاخت من المحل بعد انتهاء العصف باحثة عنهما لتجد حسيناً ملقاً على الارض في الرمق الاخير واحشاءه خارج جسمه والخطيبة بقربه باصابة شديدة جدا ً وهنا وضعت الاخت راس حسين في حجرها صارخة لطلب النجدة قائلة ( عالجوه سريعاً فاليوم عرسه !!) . اعان الله تلك الاخت المفجوعة بهذا المصاب وهذا المنظر الصعب والمؤلم ولم يمر من الوقت الا القليل ليصبح حسين شهيداً وليذهل المحبون لحسين بهذا الخبر الذي لا اريد ان افكر لحظة في كيفية وصوله الى امه وابيه أعان الله قلبهما ولتتبعوه الخطيبة الجريحة بعد ثلاث ايام الى جنان الخلد ليكون العُرس هناك وليشهد أمير المؤمنين على ما يصيب محبيه ومواليه من الالام والمحن .
وعندما جاء عصر ذاك اليوم والذي كنا نتوقع ان يُرى حسين محمولاً على أكتاف اصدقاءه وهم يهزجون اهازيج الفرح له وهو يأمل أن يوفي لهم هذا الواجب في فرحهم رأيناهم يحملونه في تشيع مهيب مع ركب شهداء ذاك اليوم الحزين والوالد يتقافز بين الناس يوزع الحلوى قائلاً اليوم ( عرس ابني حسين ) في منظر ابكى فيه كل من حضر الموقف الصعب وسط ذهول اصدقاءه والذين دخلوا غرفته المزينة لاطمين ضاربين هاماتهم الفتية باديهم فمنظر الغرفة المزينة بيد ام حسين يفطر القلب فهي تبكي صاحبها الذي غادرها الى حيث لا رجعة وقد ابقتها ام حسين على حالها وهذا ما اكده اصدقاءه الذين اذا ما هزهم الشوق لذكرى حسين طلبوا منها دخول غرفته ليفرغوا شوقاً مترجم الى دموع غزيرة ليدركوا انه ليس هناك ليزوروه في مكانه الجديد في واد السلام بجانب أمير المؤمنين ع .
رحمك الله يا حسين يا من كنت عزيزاً على الذي يعرفك والذي لا يعرفك فلم ارى قصة تداولت بالالسن الناس لتنتهي بالترحم على روحك الطاهرة كقصتك ففي كل مكان سمعت بقصة الكوفي وها هي صورتك مع مجموعة من الشباب الذين استشهدوا في ذلك الخميس الاول من رجب تزين شارع الكرادة داخل في التفاتة جميلة من اهالي المنطقة وصدقاً يا حسين عندما وقفت بقرب الصورة احسست بانكم لم تغادروا فعيونكم تترقب وجوه اصدقاءكم يومياً وهم يترحمون ارواحكم الطاهرة ، عرفت انك واحد منهم ولم ارد اعرف من انت تحديداً حتى لا يزداد الالم فقصتك وحدها اخذت من مساحات الحزن الكثير فكيف ان ترجمتها صورة شاب بملامح الولاية العلوية الا ان هناك من اشار الي بان هذا هو حسين لتنطبع ملامحك في ذهني لاترحم على روحك وروح خطيبتك وابكي مظلوميتكم الكبيرة والتي تتضائل أمام حبنا وولائنا لرسول الله واله الطاهرين .
ها هي الحنة مزجت بالانة وها هي والدتك والتي لا اجد كلمات ممكن ان تصف احساسها تأن لفقدك وليومك الحزين، قال الامام امير المؤمنين ع ( فقد الولد محرقة للكبد ) فكيف ولقد فقدتك في ابهى يوم واجمل ساعة اعان الله قلبها المفجوع بك والهمها من صبر ام علي الاكبر ع والهم اخواتك من صبر السيدة زينب عليها السلام ، ها هي الذكرى السنوية الاولى تمر على منطقة الكرادة الشرقية ولازالت هذه المنطقة تعاني من غدر الارهاب خاصة الكرادة داخل فلقد التحق بك يا حسين الكثير من الشباب والاطفال والنساء في اشرس هجمة ضد معتنقي المذهب الشريف .
وهنا نناشد المسؤولين بايجاد حل منطقي لمنطقة الكرادة داخل والتي تتميز بكون شارعها ضيق وهذا ما يستغله الارهابيون فأقل انفجار يحصد عشرات الارواح وهذا ما يدفعنا لسؤال المسؤولين في ما اذا امكن غلق هذا الشارع رغم حيويته فشارع ابو نؤاس ممكن ان يكون بديلاً وعلى اقل تقدير فهو خال من المحال التجارية والناس بالاضافة الى شارع المسبح وان اغلق جزء منه للاحتياطات الامنية حيث ان السكوت على ما يحصل في الكرادة الشرقية بدا غير مبرر حيث عشرات من السيارات المفخخة بواقع اكثر من سيارة في الانفجار الواحد ليحصد العشرات من اهالي هذه المنطقة وممكن الاستعانة بسيارات داخلية لهذا الشارع لنقل المواطنين . وان كان مثل هذا الطلب صعب التنفيذ ربما الا اننا نتوجه الى المسؤولين عن تلك الامور بايجاد حلول تخففأ وطئة الانفجارات عن هذه المنطقة وكفاها الهاونات الطائرة والتي يـصعب السيطرة عليها كذا بقية المناطق التي باتت تجد الحلول من ذاتها بغلق الافرع والازقة من قبل الاهالي وحقيقة رغم انه تجاوز الا ان لا يمكن لاحد ملامتهم فضربات الارهاب قاسية .
رحم الله شهدائنا شهداء العقيدة شهداء رجب وعلى رأسهم السيد المجاهد محمد باقر الحكيم رحمه الله والذي جعل الله عز وجل شهادته عند باب جده أمير المؤمنين في ركب من المؤمنين لتمر علينا اربع سنوات عن هذا الحادث الذي انما قصدوا به هز الشارع العقائدي ولكن هيهات منا الذلة هيهات منا الذلة فلنا رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه وركب ال محمد وسفينتهم سائرة رغم جل المحن فلنا رجال لسد الثغور والجراح مهما كبرت قال الامام علي عليه السلام ( ثلمة الدين قتل العلماء ) نسال الله ان يحفظ جميع مراجعنا وعلمائنا المخلصين للمذهب الشريف وعلى راسهم الامام المفدى السيد علي السيستاني ادام الله ظله الوارث وان يحفظ الاحرار من هذا الشعب الصابر المحتسب واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير البشر محمد واله الطيبين الطاهرين .ونسال القاريء الكريم قرائة سورة الفاتحة على ارواح الشهداء .
اختكم المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha